تبدي الجهات المعنية في محافظة حمص حماساً كبيراً عند الحديث عن مشاريع القطاع العام المهم جداً، وهو حرص جيد في حال تم تطبيقه على أرض الواقع. لكن وللأسف الشديد تشير المعطيات إلى حدوث عكس ذلك، فالمشاريع لا تنجح بالتنظير فقط، وإنما هنالك عمل جدي وخطوات عملية يجب أن تكون هي الشعار المعمول به.
نسوق هذا الكلام بسبب وجود الكثير من المشاريع الهادفة والجيدة في حمص لكنها بقيت دون استثمار ما أدى إلى هدر وخسارة مبالغ مالية كبيرة كان من المفروض أن تدر أرباحاً، وأن تعود بالنفع على الشرائح المستهدفة من تلك المشاريع، ونأخذ مثالاً على ذلك المنطقة الحرفية القريبة من حي دير بعلبة شمال المدينة، فهي منطقة منظمة وموقعها ممتاز لناحية استثمارات في إحداث مقاسم لحرف متنوعة ولاسيما أنها تضم 825 مقسماً منها ٤٠ مقسماً لمجلس مدينة حمص. والمنطقة مجهزة بخدمات البنية التحتية وكانت جاهزة ـ تقريباً ـ قبل الحرب الإرهابية على سورية. لكن وحتى الآن لم يتم استثمارها بالشكل الأمثل ولم تحقق الغاية التي أحدثت من أجلها. وقد ظهرت حديثاً عدة إشكالات تعيق موضوع الاستثمار، ومن أبرزها التقنين الجائر للكهرباء وخوف أصحاب الحرف من سرقة معداتهم في حال حصولها على مقاسم في المنطقة. فأين نحن من الحفاظ على أموال القطاع العام ؟؟
التالي