الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
يقف الممثل مدين رحال في عرضه “ليلة أخيرة” من تأليف وإخراج محمد الحفري لمدة ما يقارب أربعين دقيقة يحمل في ثناياه مضموناً إنسانياً، وكان العرض المسرحي بالتعاون بين فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب ومديرية الثقافة قدَّمه في قاعة سامي الدروبي.
تناول العرض رجلاً خمسينياً بائع كتب مستعملة يدخل إلى بيته هرباً من القذائف وراح يحاور زوجته واستبدلها بملكان تحل مكانها وتدعى خديجة إحدى زوجاته الثلاث السابقات اللواتي كن يهربن منه، لأنَّه عقيم ويتهمهن بعدم الإنجاب، وينتهي العمل برغبة جامحة تدفعه للانتقام بقتل زوجته خديجة، لكنَّه يتراجع في اللحظات الأخيرة، نتيجة صحوة في داخله وحالة إنسانية تحرك وجدانه وتجعله يتراجع عن فعله.
واعتبرت رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب أميمة إبراهيم المسرح قضية هامة جداً وثقافة مهمة حاول العرض إيصال عدَّة رسائل وقيم وقضايا مصيرية بقالب غلب عليه التراجيديا، لافتة بأن عروض المونودراما لاقت قبولاً لدى المتابعين.
كما أشار الممثل مدين رحال إلى أن العمل يحمل في ثناياه تناقضات تتصارع فيها النفس البشرية ويظهر مكوناتها ويحاول إظهار نفسه بالبراءة من العقم أمام زوجاته بعد كسر خاطره ولم يجد باباً للخروج من أزمته سوى إلقاء اللوم على زوجاته منوهاً بأنَّ العمل رسالة للبحث عن الأمان والسلام على رسول المحبة.
بدوره الكاتب والمخرج محمد الحفري أكَّد بأنَّ العرض ينتمي إلى المونودراما ويعتمد على الممثل الأوحد ويحمل كل الأعباء ويقوم بدور الإضاءة والحركة والصوت وتعتبر من أصعب الأنواع. مشيراً إلى أن قصة العمل لرجل يلقي اللوم دائماً على المرأة كي يبرر تصرفاته مقدماً خلال حديثه رسالة العرض بأن الموت يستهدف جميع الناس ولا داعي لقتل بعضنا البعض.