عديدة هي الحرف اليدوية التي يتمازج فيها الإبداع مع التراث والأصالة، إلا أنها تكتسب خصوصيتها من العلاقة التي تربطها بمنطقة معينة ما يمنحها مزيداً من الألق والتفرد، ومن تلك المهن تصنيع المجسمات الخشبية للبواخر والسفن الشراعية، والتي شكّلت مشروعاً تصدى له بحب «مهند ريبا» من بانياس في طرطوس الذي أكد في تصريحات إعلامية أن هدف المشروع إنجاز مجسمات تبقى حية في الذاكرة الشعبية للأجيال القادمة، مشيراً إلى أنها حرفة متوارثة منذ عدة أجيال لدى عائلته التي تسعى إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للمنطقة من خلال إكساب القطع الخشبية لمسات خاصة لتخرج بأشكال جميلة تغدو فيها أقرب إلى الحقيقة للناظر المتمعن بها.
ويؤكد أن النماذج التي يصنعها تعتبر قطعاً فنية تروي رحلة تاريخ وعراقة صناعة السفن على امتداد الساحل السوري، خاصة أنه يضفي على كل قطعة ينجزها لمسات من روحه، ويشير إلى أن التحف الخشبية يتم تصنيعها من خشب الزيتون والزان والسرو والزنزلخت وأحياناً خشب السنديان، وتختلف عملية صنع المجسمات من سفينة لأخرى فالسفينة الشراعية تحتاج إلى سماكة معينة من خشب السرو لصناعة الجسم والصواري من خشب الزان، أما البواخر الحديثة فتحتاج إلى إضافات كثيرة تبدأ من حوض السفينة إلى قمرة القيادة والياطر والمقود وغيرها من الأمور الدقيقة لتخرج بشكل يماثل شكل الباخرة الحقيقي.