ليست النتائج معياراً يمكن البناء عليه في زحمة الفوضى التي تلف مشهدنا الكروي للمنتخبات، ولانعني هنا الانتصارات أو الألقاب التي قد تقترب منها منتخباتنا فحسب، وإنما الخسارات أيضاً، إذ ليس بالضرورة أن تكون منتخباتنا في ذروة سنام تطورها، عندما تحقق فوزاً هنا وآخر هناك، أو عندما تحقق لقباً، مع أنها نسيت لعبة الإنجازات، وابتعدت عن أجوائها بكليتها، لتكتفي بسعي خجول لتحقيق طفرة أو اشراقة، كما أن تعرضها لخسارة أو خروجها من سباق البطولات، ليس مؤشراً ذا دلالة سلبية على تخلفها عن الركب، وتخبطاتها الفنية والإدارية.
ما نود قوله إن البنية الكروية من حيث الأسس والثوابت هشة ولا تتلائم مع الوعود التي يطلقها المسؤولون الرياضيون، بمختلف درجاتهم ومواقعهم، لذلك تبقى الوعود حبراً على ورق، وتبقى منتخباتنا عصية على محاولات إنعاشها وإعادة إحيائها، وتبقى كرتنا الوطنية رهينة عمليات الترميم والصيانة والإهتمام بعمليات التجميل وإضافة الرتوش..
نتمنى أن نكون مخطئين، هذه المرة، ونرى مشروعاً كروياً واعداً، من خلال استراتيجية واضحة المعالم والأهداف، ومزودة بالأدوات اللازمة، يكون عماده تلك الفئات العمرية الصغيرة ومنتخباتها من الناشئين إلى الشباب والأولمبي، فهذه وحدها القادرة على بث روح التفاؤل بالمستقبل الكروي.