الشراء من السوق السوداء مكلف جداً.. فلاحو درعا: مخصصاتنا من المازوت الزراعي لا تكفي.. ولا تتناسب مع حجم إنتاجنا

الثورة – تحقيق جهاد الزعبي:
تعدّ محافظة درعا منتجاً هاماً للخضار بمختلف أصنافها، وهي تشحن آلاف الأطنان منها إلى دمشق والمحافظات الأخرى، وتصدّر قسماً لا بأس به لخارج القطر، ومع تطور العملية الزراعية واستخدام وسائل الري الحديث أصبح ضرورياً استخدام محركات ضخ المياه لتوفير الضغط المطلوب عبر أنابيب التقطير والرش لري المحاصيل بالتوازي مع تشغيل الآبار الارتوازية، وتالياً لابد من توفير المحروقات لتشغيل تلك المحركات، وهنا نتساءل هل كميات المحروقات الواردة للمحافظة كافية للمحافظة؟، وهل مخصصات القطاع الزراعي مناسبة لري تلك المساحات من الخضار والأشجار ؟
رأي المزارعين
خلال لقاءاتنا مع بعض المزارعين في درعا أكد لنا المزارع «هايل عبد الرزاق» أن كمية المازوت الزراعي المخصصة للفلاحين لري محاصيلهم متدنية جداً، وهي لاتسد ما نسبته واحد في المئة من الاحتياج الفعلي على مدار أشهر الموسم .

الحراثة والنقل
وقال المزارع «نهيد عبد الرحمن»: إنه يضطر لشراء المازوت من السوق الخاص بأسعار كاوية، حيث وصل ثمن الليتر ما بين ٦٠٠٠- ٧٠٠٠ ليرة، وأن الكميات المخصصة من لجنة المحروقات الفرعية تكفي لتشغيل محرك الضخ لساعتين ناهيك عن غلاء أجور الفلاحة ونقل الخضار.

المُتاح لا يكفي
وطالب المزارع «محمد الشريف» بضرورة دعم العملية الزراعية عبر زيادة مخصصات المحافظة من المحروقات، وخاصة للشق الزراعي، وتوجه بالشكر الى لجنة المحروقات الفرعية على جهودها بتوزيع مخصصات الزراعة بشكل متوازن وحسب الكشف الحسي والخطة الزراعية ، ولكنه أضاف أن الكميات المتاحة غير كافية.

الحاجة كبيرة
وبيّن المزارع «محمد هاشم الجندي» أن الخضار الصيفية وخاصة البندورة والفليفلة والبطاطا والذرة وغيرها تحتاج لري كل أسبوع تقريباً، وهذا يتطلب توفير المازوت الكافي للري، ويقوم الفلاح بشراء تلك المادة من السوق الخاص بسعر خيالي يبلغ ٦٠٠٠ ليرة، وتالياً يضطر الفلاح والتاجر لرفع ثمن تلك الخضار، أو الخروج من العملية الإنتاجية بعد خسارته مادياً، لذلك نطالب الجهات المعنية في دمشق بضرورة زيادة مخصصات القطاع الزراعي في درعا ودعم الفلاحين.

اللجوء إلى الطاقة الشمسية
وأفاد المزارع «زياد المصري» أن غلاء المازوت في السوق الخاص، وعدم توفره بسعر مدعوم، وبالشكل الكافي للفلاحين جعلهم يتوجهون لتركيب لوحات الطاقة الشمسية لتأمين الكهرباء لتشغيل محركات ضخ المياه وهي مكلفة وغالية، حيث يحتاج الفلاح مابين ١٠٠- ١٥٠ مليون ليرة لتركيب الألواح ورافع الجهد والمنظم.

الجمعيات الفلاحية تطالب
بعض رؤساء الجمعيات الفلاحية في مناطق طفس وحيط وجلين واليادودة وتل شهاب وداعل ونوى وإزرع وغيرها من المناطق أكدو لنا أنهم يخاطبون الرابطة الفلاحية والاتحاد من أجل دعم الفلاحين وزيادة مخصصات القطاع الزراعي ، ولكن يكون الجواب: هذا هو المتوفر لأن هناك شح بالكميات الواردة للمحافظة .

ندعم الفلاح
وفي هذا الصدد أشار رئيس اتحاد فلاحي درعا «محمد مجدي الجزائري» إلى أن هناك حاجة ماسة لزيادة مخصصات المحافظة من المحروقات ، ودعم القطاع الزراعي ،لأن درعا زراعية بإمتياز ، وتصدر مئات آلاف الأطنان من الخضار والحاصلات الزراعية لدمشق والمحافظات الأخرى، ويعمل الاتحاد بالتنسيق والتعاون مع المحافظة والزراعة على تأمين احتياجات الفلاحين من محروقات وأسمدة وبذار لاستمرار العملية الزراعية وتأمين الخضار للمستهلكين، حيث طالبنا خلال الاجتماعات واللقاءات بضرورة زيادة المحروقات للفلاحين لاستمرار العملية الإنتاجية.
وأكد أن محافظ درعا رئيس لجنة المحروقات الفرعية يعمل على توزيع المخصصات بعدالة حسب المتوفر لدعم للفلاحين عبر تزويدهم بكميات إسعافية لري المحاصيل أو زراعة وري أراضي القمح والشعير.

دعم كل المحاصيل
وكشف مدير زراعة درعا المهندس «بسام الحشيش» أن المديرية تعمل على توثيق أسماء الفلاحين عبر الوحدات الإرشادية حسب الحيازة للأراضي، حيث تم دعم الفلاحين خلال السنوات الماضية عبر لجنة المحروقات الفرعية للمحاصيل العلفية والخضار والقمح والشعير ، وتعمل المديرية حالياً على تنفيذ تعليمات الوزارة لإصدار بطاقة الفلاح من أجل الحصول على المازوت الزراعي وفق تلك البطاقة حسب الملكية واحتياج كل محصول.
وأوضح أن لجنة المحروقات الفرعية تعمل على توزيع مخصصات القطاع الزراعي حسب المتوفر الوارد للمحافظة، وبسعر التكلفة، وتمت الموافقة مؤخراً على توزيع ٢ ليتر مازوت لكل دونم لزراعة القمح وليتر واحد للشعير .

وللمحروقات عذرها
وبهذا السياق فقد نوه مدير فرع محروقات درعا المهندس «عدنان النابلسي» بأن كمية مازوت الزراعة المخصصة يتم توزيعها عبر لجنة المحروقات الفرعية بشكل متوازن وعادل وحسب المتوفر من مجموع الطلبات الواردة للمحافظة يومياً وهي تقريباً نحو ١٠ طلبات وسطياً مازوت و٤ طلبات بنزين وهي غير كافية للمحافظة، وأن هناك طلباً متزايداً على المازوت لزوم الموسم الزراعي وزراعة القمح والشعير والخضار الشتوية، حيث يؤدي انحباس الأمطار إلى توجه الفلاحين لري محاصيلهم بواسطة محركات الضخ.

وختاماً
نستطيع القول: إن حاجة القطاع الزراعي في درعا من المازوت كبيرة بسبب تنوع المحاصيل وزيادة المساحات المزروعة وتعدد المواسم، وأن الكميات الحالية غير كافية ولا تسد سوى جزء بسيط من الحاجة الفعلية، ولذلك لابد من زيادة تلك المخصصات وخاصة للموسم الصيفي الذي تحتاج فيه المحاصيل والخضار والأشجار المثمرة من عنب ورمان وزيتون للري بشكل دوري .

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!