يبدو أن شهية الكيان الصهيوني على العدوان والبلطجة قد انفتحت مجدداً بعد العودة المشؤومة للإرهابي بنيامين نتنياهو إلى الواجهة السياسية، وهذا ما يمكن استخلاصه من العدوان الذي جرى بالأمس على قاعدة الشعيرات الجوية جنوب مدينة حمص، إذ لا يكف كيان الاحتلال عن التعبير عن نفسه بوسائل الإرهاب والبطش معتقداً أن هذا النهج قد يؤمن له الإفلات من العقاب على ما يفعله من إرهاب ضد أبناء فلسطين والمنطقة ويحصنه ضد السقوط المحتوم بحكم سيرورة التاريخ التي شهدت زوال الغزاة عن هذه المنطقة ومحت أثارهم الهمجية.
من الواضح أن هذا الإرهاب الإسرائيلي المتمادي يستمد وقاحته وجرأته من الضوء الأخضر الأميركي المعطى له، وهو يستغل الوجود الأميركي غير الشرعي في المنطقة، وينتهز فرصة انشغال الدولة السورية بترتيب بيتها الداخلي والتخلص من بقايا الإرهاب التكفيري الذي ترعاه واشنطن في بعض الجغرافيا السورية، على أمل إحياء المسار الإرهابي الذي عاث فساداً وقتلاً وتخريباً على مدى أكثر من أحد عشر عاماً من الحرب الإرهابية الدولية التي شنت على سورية.
يعلم كيان الاحتلال المغتصب أن ساعة الحساب قادمة لاريب فيها، فاحتلاله للجولان العربي السوري لا يمكن أن يستمر لذلك يحاول تأخير هذه الساعة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ويعلم أيضاً أن الأولوية اليوم في سورية هي لإنهاء هذه الحرب المفتعلة وإعادة إ6عمار ما هدمته وخربته، وإعادة من هجرتهم الحرب وتقوية الجبهة الداخلية ورفد الجيش العربي السوري بوسائل القوة التي تمنع الكيان الصهيوني من ممارسة هواية البلطجة والعدوان.
تصدت دفاعاتنا الجوية للاعتداء الدنيء على قاعدة الشعيرات الجوية، يؤكد فاعلية وسائل دفاعنا الجوية خلال السنوات الماضية في إحباط الكثير من الاعتداءات الغاشمة على السيادة السورية، إذ تكفل هذا السلاح في تدمير الكثير من صواريخ العدوان وأسقط له طائرات حربية حديثة من طراز إف 16 ولذلك ستظل سورية هاجس الصهاينة الدائم لكونها الجبهة التي لم يستطيعوا كسرها أو تطويعها وهي الجبهة التي ترعى خط المقاومة من أجل تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة.