د. نايف الياسين: هدفنا التركيز على جودة مايُنشر لا على عدد العناوين المنشورة

الملحق الثقافي- سلام الفاضل :

لاتزال الهيئة العامة السورية للكتاب حتى اليوم ترفد القارئ العربي بمزيد من الإصدارات النوعية، ذات السويات الفكرية والأدبية العالية، والمضامين المتميزة التي تناسب الشرائح كافة، وترضي أذواق القرّاء على اختلاف مرجعياتهم العلمية والفكرية، وكلّ ذلك بأسعار مدروسة وحسومات دائمة، تتفيذاً لرؤى وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب في تعميم الثقافة، وتمكينها، وتوفير الكتاب الجيد بالسعر المناسب.
وللإضاءة أكثرعلى عمل الهيئة، وأنشطتها، وخططها القادمة كان هذا الحوار مع الدكتور نايف الياسين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الذي توجهنا له بداية بسؤاله عما يمكن أن يقوله بعد مضي نحو نصف العام على تسلمه مقاليد الإدارة العامة في هيئة الكتاب، فأجاب: «كانت هذه فترة صعبة، تضمنت إجراء مراجعة لعمل الهيئة في المرحلة السابقة والتشاور مع الزملاء بشأن كيفية البناء على الإنجازات السابقة، وتلافي العثرات، واستثمار الإمكانات المادية والبشرية المحدودة بأفضل درجة ممكنة من الكفاءة». وأضاف: «وتشمل أي مراجعة دراسة مواطن القوة والضعف، والتحديات والفرص. ودون الإسهاب في التحليل، وجدنا أن من أوجه قوة الهيئة أنها جهة غير ربحية يمكنها أن تركّز على إنتاج الكتاب الذي يقدّم قيمة معرفية مهمة دون أن تكون مقيدة بحسابات الربح والخسارة. وتبين لنا أيضاً أن استقطاب المؤلفين والمترجمين الجيدين الذين يمكنهم إنتاج مثل هذا الكتاب بحاجة إلى تقديم أجرمجزٍعما يقومون به من جهد. صحيح أن رفع تعرفة الترجمة والتأليف على مدى العامين الماضيين أحدث أثراً إيجابياً ملموساً، لكن للأسف فإن تسارع ارتفاع معدلات التضخم التهم تلك الزيادة ومنع تحقيق الهدف منها. ولذلك لا بدّ من إحداث زيادة كبيرة أخرى، لنتمكن من اجتذاب المؤلفين والمترجمين المتميزين، ولا سيما أن ثمة تنافساً عربياً على هؤلاء؛ فهم يحصلون على أجور أعلى بكثير من دور النشر العربية، وحتى من دور النشر السورية الخاصة». وتابع قائلاً: «كما ثمة مسائل إدارية ولوجستية لا تهم من ينظر إلى الهيئة، أو أي مؤسسة أخرى، من الخارج، لكنها في الواقع تأخذ وقتاً وجهداً أكبر مما ينبغي، وعلى حساب العمل الأكثر استراتيجية في التخطيط، والتواصل مع المؤلفين والمترجمين، والعمل على تحقيق المهمة والرسالة الثقافية للهيئة. لكننا منذ شهرين تقريباً بدأنا بتشكيل رؤية مشتركة في إدارة الهيئة بشأن أولوياتنا ومنهجية عملنا، وسنبذل كلّ جهد ممكن لتحقيقها وتطويرها».
وعن خططه القادمة بيّن الياسين اعتزامه التركيز مستقبلاً على نقاط القوة التي تتمتع بها الهيئة والتي سبق ذكرها، والتركيز على جودة ما ينشر لا على عدد العناوين المنشورة، وبالتالي نشر الكتب الجادة الغنية فكرياً التي تسهم في التنمية وفي الحركة الثقافية في سورية والعالم العربي. مؤكداً أن هذا، فعلياً، ما يتوقعه القارئ السوري والعربي من كتب الهيئة.
وأردف: «كما أننا نرصد باستمرار النتاج الفكري العالمي لنختار ما نترجمه منه عبر تضمينه في الخطة الوطنية للترجمة. وسنعمل على ترسيخ نهج بدأنا به في المبادرة إلى تكليف مؤلفين من اختصاصات مختلفة لوضع كتب نستنتج بعد التشاور مع شريحة واسعة من المهتمين بأن ثمة حاجة ثقافية أو تنموية إليها. وسنجعل إيصال الإصدارات الحديثة إلى المحافظات السورية جميعها أكثر تواتراً، كما سنعزز وجود كتب الهيئة في معارض الكتاب العربية. وسنستمر كذلك في البحث في آفاق النشر الالكتروني بما يحقق انتشاراً أوسع لكتب الهيئة ويوفرها للقارئ في أي مكان في العالم، ومجاناً حتى الآن. إلى جانب سعينا إلى اكتشاف الفرص الممكنة لزيادة نشر وتوزيع كتب ومجلات الأطفال، التي تمثل أولوية بالنسبة للهيئة. والعمل على اجتذاب أعداد أكبر من المترجمين المتميزين، من مختلف اللغات، لأن هناك كتباً كثيرة تستحق الترجمة، ومهما فعلنا في هذا المجال سنظل مقصرين». وأوضح فيما يخص الكتاب الناطق بأنه: «كان للهيئة تجربة سابقة في هذا المجال، لكن توقفت بشكّل رئيسي بسبب ارتفاع التكاليف. وثمة حاجة للتكيف مع الأنماط الجديدة التي تفرضها تقانة المعلومات؛ فالكتاب الذي أنتجته الهيئة كان على شكل قرص مدمج، بينما الكثير من أجهزة الحاسب الموجودة في السوق اليوم لم تعد تحتوي سواقة للقرص المدمج. وبالتالي، نحاول إيجاد صيغة مناسبة تقنياً وغير باهظة التكاليف لتوفير مثل هذا المنتج».
وعن مكان الكتاب الشعبي في منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب أوضح الياسين دراسة الهيئة لهذا المشروع، وعملها بأن يكون مشروعاً مشتركاً بين مديريات التأليف والترجمة وإحياء التراث العربي في الهيئة، والسعي إلى تظهير النتائج قريباً.
وأوضح عند سؤاله عن سلسلتي (قضايا لغوية) و(ثمرات العقول)، وعما إذا كانتا قد تمكنتا من تلبية الحاجة التي أنشئتا من أجلها: «بأن ثمة تفاوتاً كبيراً بين مستويات الكتب التي صدرت في إطار هاتين السلسلتين من حيث الجودة؛ وأعتقد أن المأمول منهما كان أكبر من النتائج الفعلية التي حققتاها. لذلك تجري الآن إعادة النظر في صيغتهما ومحتواهما».
وفي ردّه على تساؤلات البعض في أن جزءاً من إصدارات الهيئة يميل إلى الأكاديمية المفرطة، رأى الياسين: «إن ثمة شيئاً من الصحة في هذا القول؛ وقد يتمثل السبب الرئيسي في كون أن عدداً كبيراً ممن يؤلفون كتباً ويقدمونها إلى الهيئة من أجل النشر هم أصلاً أكاديميون تكون أعمالهم جزءاً من المشاريع البحثية التي يشتغلون عليها في اختصاصاتهم. وهذا ليس أمراً سلبياً، إذ يحقق ربطاً بين رصانة وجدية البحث الأكاديمي وسعة الانتشار الذي توفره منشورات الهيئة وتواصلاً بين الجامعة وجمهور القراء الأوسع في سورية والعالم العربي. لكن هذه الأعمال ليست تخصصية وغير موجهة بطبيعتها إلى جمهور أكاديمي، بل إلى القراء كافة». مؤكداً أن الهيئة تعمل كذلك على نشر الروايات، والمسرحيات، والشعر، والقصص القصيرة، والأدب الشعبي ومختلف أشكال المنشورات التي لا تتسم بالطابع الأكاديمي.
وعن تسويق إصدارات الهيئة شعبياً، وعملها الذي شكّل علامة مهمة في سوق الكتاب العربي، أوضح الياسين بأن الهيئة: «استمرت بالطباعة والنشر، رغم العقبات الكبيرة المتمثلة في صعوبة توفير المواد الأساسية الداخلة في صناعة الكتاب من ورق وأحبار، وقِدم آلات الطباعة وحاجتها المستمرة للصيانة، وصعوبة تأمين قطع غيارها؛ إضافة إلى المشاكل المرتبطة بتقنين الكهرباء وندرة الوقود اللازم سواء لتشغيل المولدات، أو للآليات اللازمة لنقل الكتب من المطبعة، إلى المستودع، إلى منافذ البيع»، مؤكداً أن تفاني العاملين في الهيئة، وتكيفهم مع ظروف العمل الجديدة والطارئة، كان لهما دور في استمرار العمل بوتيرة معقولة.
وأضاف: «أما فيما يتعلق بالتسويق، كانت هناك مشكلة كبيرة تمثّلت في توقف الشركة السورية لتوزيع المطبوعات عن العمل، وبالتالي بتنا نجد صعوبة في إيصال مطبوعاتنا إلى المحافظات. لكن تمكّنا من تجاوز هذه الصعوبة جزئياً بالتعاون والتنسيق مع مديريات الثقافة في المحافظات، بحيث نغتنم أي فرصة لوجود سيارة قادمة من، أو ذاهبة إلى أي محافظة لتزويد منافذ بيع الكتب فيها بالإصدارات الجديدة». موضحاً عمل الهيئة قريباً جداً على تطبيق آلية مستحدثة للتوزيع ترفع وتيرة إيصال كتبها الجديدة إلى منافذ البيع في المحافظات السورية كافة، إلى جانب أنها وقّعت قبل نحو شهرين اتفاقاً مع وكيل يمثل الهيئة في المعارض العربية، وقد مثّلها في عدد من المعارض كان آخرها معرض الشارقة للكتاب، وذلك انطلاقاً من سعينا الحثيث إلى إيصال الكتاب السوري إلى العالم العربي أجمع.
وعند سؤاله ختاماً عن الرؤية التي كانت وراء تغيير تصميم أغلفة كتب الهيئة التي لاحظها القارئ مؤخراً، وبواعث ذلك، أجاب الياسين: «هذا أمر طبيعي، فجميع دور النشر تغيّر في تصميم أغلفة كتبها بين الحين والآخر. والهدف بالنسبة لنا هو تعزيز هوية بصرية جديدة تميّز كتب الهيئة، وهي هوية تميل إلى البساطة، وإلى تقديم كتاب مريح بصرياً، وأنيق وجذاب في آن».
العدد 1120 – 15-11-2022

آخر الأخبار
أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية