أحرز منتخبنا الأولمبي لكرة القدم المركز الثالث في بطولة غرب آسيا التي استضافتها السعودية، وانقسمت الآراء حول المركز أولاً، والمستوى الفني ثانياً، أصحاب الرأي الأول اعتبروا ماحققه المنتخب إنجازاً وحجتهم أن المنتخب أحرز مركزاً وهو بين الثلاثة الأوائل، وتحمس آخرون واعتبروا ذلك نقلة نوعية في المستوى، وزادوا بالمدرب الهولندي مديحاً، وطالبوا بوجوب الحفاظ على هذا المنتخب وتدعيمه بلاعبين مغتربين، الفئة الثانية اعتبرت أن ماحققه المنتخب من الأشياء الطبيعية، فالمشاركون في البطولة ستة فرق، وغاب عنها منتخبات إيران والأردن والإمارات والكويت واليمن، إذاً نصف فرق غرب آسيا، غائبة فأين الإنجاز؟! هذه واحدة، والثانية إن منتخبنا لعب أربع مباريات فاز في اثنتين وخسر مثلهما والمباريات الثلاث الأولى ليست بالمستوى الفني المطلوب فأين الإعجاز؟!
من حيث الترتيب منتخبنا في المركز الثالث، وعدا ذلك، فإن ماقدمه المنتخب لم يكن مطرباً وماشاهدناه هو استمرار لحالة في كرتنا أصبحت ثابتة وهي عدم التقدم وهكذا يقولون..!!؟
نحن نعتبر أن المشاركة مفيدة وخاصة أننا أمام منتخب له تصفيات أولمبية قادمة ويجب أن يعزز موقعه، ومن هم المنافسون له ؟!وهل يستطيع أن يفعل شيئاً حين يكون التنافس قوياً ومؤثراً ومؤهلاً؟! فبطولة غرب آسيا بطولة شبه إقليمية وليست معياراً للقوة بل هي تدريبية، ومافيه إنجاز وأقوى هو القادم!! ولا بأس بأن نعرف حدودنا وموقعنا، وعندها علينا أن نعزز الإيجابيات ونعالج السلبيات وتكون لدينا فائدة من هذه المشاركة، أما التباهي واعتبار الأمر بطولة وإلى ماشابه ذلك من الإطراءات فهذا ليس مجدياً.
نبارك لمنتخبنا هذا المركز ونتمنى له حضوراً أقوى ونتائج أفضل حين يدخل مسابقة التنافس الأقوى والأصعب، ونطالب بشكل أكيد أن يكون للموهوبين في هذا المنتخب من اللاعبين، حصة في منتخبنا الأول الذي يعاد بناؤه ونطالب المحبين للمنتخب والمؤيدين لمسيرته ألا يبالغوا بالمفاخرة، والبقاء ضمن حدود التفاؤل المشروع، فالفوز بمباراتين والخسارة بمثلهما وإن صاحب ذلك الحصول على مركز لا يعني أننا حققنا بطولة، فالتواضع مطلوب والفرح يجب أن يكون في حدود..!!؟