خاص ـ عبير علي
حرفة تطعيم الخشب بالصدف العصّية على الاندثار لما تمتلكه من قيمة تراثية واقتصادية، فن يحمل عراقة وأصالة وعبق الماضي، حول خصوصية هذه الحرفة يتحدث محمد كجك «أحد شيوخ الكار» لصحيفة الثورة قائلاً: «تطعيم الخشب بالصدف موجودة في كلّ البيوت الدمشقية على الأسقف والجدران والأثاث المصنوع من الأرابيسك ، وتعتمد هذه الحرفة بشكّل أساسي على حفر وتنزيل الصدف على خشب الجوز البلدي، وتحتاج إلى الكثير من الصبر والدقة والفن والذوق، وصناعتها تحتاج إلى سنين لتعلم أسرارها، ولكلّ حرفي طريقته في تطعيم الخشب فيعطي للقطعة التي يصنعها شيئاً من روحه لتظهر جماليتها».
وعن طريقة العمل قال: تبدأ بالنجارة بحيث يتم نشر الخشب إلى أعواد صغيرة، يتم تقطيعها على شكّل شرائح تجمع إلى بعضها لتشكل الهيكل الخشبي للقطعة المطلوبة، ثم تأتي مرحلة الرسم على القطعة وبعدها تبدأ عملية الدق، أي دق مكان الصدفة من أجل تنزيل خيوط الذهب أو الفضة أو القصدير حسب الطلب وتسمى هذه العملية الشك، ثم تترك القطعة ليجف الغراء لتأتي عملية الحفر بواسطة المبرد والجلخ لتنزيل الصدف على الأشكال النباتية أو الهندسية المرسومة وبعد الانتهاء من الصدف يتم تغريته حتى يتجانس ويتماسك مع الخشب ثم تتم إزالة الزوائد بواسطة ورق الحف وتسمى هذه العملية التشطيب، وبعدها تصبغ باللون المطلوب بشكّل كامل الصدف مع الخشب ويتم مسح الصدف ونزع القصدير، ويتم تلميع القطعة بالكامليكا أو اللكر، وبعدها تذهب إلى التنجيد إذا كانت بحاجة لذلك.