مخالف مشرعن !!

“أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً” وهذا على مايبدو عليه حال محافظة ريف دمشق هذه الأيام التي تغط في سبات منذ أعوام كثيرة، حتى أصبحت بعض الوحدات الإدارية فيها خارج حدود الخدمات وتجاوز القوانين هو السائد في عرفها، لاسيما خلال سنوات الحرب ومارافقها من استغلال أكبر لتراجع دور الدولة في بعض المناطق.

صحوة متأخرة بدأتها بحملة واسعة لهدم مخالفات بناء شملت قصوراً وفيلات بنيت بشكل مخالف في الواقع، لكن وجودها شرعن باستثناءات من أعلى الجهات المعنية في محافظة الريف و(على عينك ياتاجر) ومن غير مبالغة فإن حجم المخالفات التي شيدت على أرض الريف المحاذي للعاصمة خلال السنوات العشر الأخيرة يعادل أضعافاً مضاعفة لعدد مخالفات البناء التي شيدت على مدى عقود، حتى وصل الأمر إلى تشييد عقارات ضخمة مرخصة نظامياً لكنها مخالفة قانونياً في حرم الأنهر وأكبر مثال على ذلك العقارات المبنية على حرم نهر بردى، والتي أدت إلى تآكل سريع للأراضي الزراعية واندحار قاهر للغطاء الأخضر أمام غزو الكتل الإسمنتية الضخمة بطوابقها المتعددة والتي لم يراع حتى عند بنائها الشروط السليمة والمسافات الفاصلة بينها.

إجراءات محافظة ريف دمشق قد تبدو محفزة ومشجعة لردع كل من سيفكر ببناء مثل تلك المخالفات مستقبلا، ولكن ليس هذا هو الحل فالمواطن لم يكن ليتجاوز القانون لولا وجود استشراء الفساد في مفاصل الجهات المعنية والذي شجعه للإقدام على خطوة بناء منزل أو قصر أو ماشابه في مكان مخالف مقابل دفع مبالغ كبيرة ليحظى بمايريد، فالحل يجب أن يبدأ من القوانين المتراخية مع هكذا حالات مروراً بالرقابة على عمل المجالس والوحدات الإدارية وليس انتهاء بالمحاسبة الحقيقية لكل فاسد والابتعاد عن ما أصبح مثاراً للتندر بين المواطنين (سياسة الإعفاء من منصبه ) وتركه يتمتع بما سرقه من جيوب الناس والمال العام.

حملة إزالة مخالفات البناء بدأت حسب المعنيين بمحافظة الريف، لكن جل مايتمناه المواطن ألا تكون كغيرها كحقنة مؤقتة يهدأ بها تصاعد الأصوات المتعالية ضد الانتهاكات الصارخة لقوانين البناء ورائحة الفساد التي أزكمت الأنوف.

ريف دمشق التوءم اللصيق بالعاصمة وهي المحافظة الغنية بمواردها وخيراتها، ناهيك عن مواطن الجمال والسياحة والتاريخ الممتد عبر جبالها وسهولها تستحق أن تحظى بما هو أفضل.

 

 

آخر الأخبار
المرأة السورية.. شريك فاعل في التغيير السياسي والاجتماعي الأطراف الصناعية .. بين الأمل والنقص! الاقتصاد الريعي ينهار والإنتاجي ينتعش التخطيط الاقتصادي.. في مواجهة الأزمات الزراعة المائية.. ثورة زراعية بلا تربة تجهيز طابق للعيادات الشاملة بمحردة وتنفيذ شارع في طرطوس التهريب يزدهر.. هل تتحرك الجهات المعنية؟ العودة الى المدارس.. همٌّ يتجدد! القمة العربية الإسلامية الطارئة تنطلق في الدوحة اليوم بين الركام.. رفات تكشف صمت المفقودين الأمان القانوني والفرص المجزية مفاتيح جذب المستثمرين بطالة الشباب الجامعي.. تحدًّ يهدد الطاقات مدرسة زملكا للبنات.. خطوة نحو تعليم مستدام وبيئة محفزة خفض أجرة النقل الداخلي .. بين رغبة المواطن وغلاء الوقود الدفاع المدني يجدد المطالبة بالإفراج عن "العمارين" بعد 60 يوماً من اختطافه لجين.. اختصرت طفولتها بمرحلة بسيطة وتجاوزتها بسرعة كبيرة استعدادات مكثفة لانطلاق حملة «الوفاء لإدلب» وترتيبات إعلامية وميدانية شاملة التقنيات الذكية في خدمة التعليم الشامل مهارات التعليق الصوتي.. فهم التوازن بين الشخص والمتلقي خطاب أوجلان للعشائر العربية في الجزيرة.. محاولة لإعادة التموضع وتثبيت تحالفات جديدة