الثورة- هراير جوانيان:
تختتم اليوم منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات لمونديال 2022 المقامة في قطر بإجراء مباريات في المجموعتين السابعة والثامنة.
فبعدما كان مركز الثقل أينما حل، بات كريستيانو رونالدو يشكل عبئاً حتى على المنتخب الوطني بعد الهجوم الذي شنه على فريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، ما يجعل البرتغال مُثقَلة بهَمِّهِ في مستهل مشوارها في المونديال الذي تبدأه اليوم الخميس ضد غانا.
بالنسبة للاعب بحجم رونالدو الذي كان صورة المنتخب لقرابة عقدين من الزمن بمبارياته الـ191 وأهدافه الـ117 (رقم قياسي دولي)، أن تخوض بطولة بحجم كأس العالم وكثيرون يتحدثون عن ضرورة ألا يشركه المدرب فرناندو سانتوس أساسياً كي لا يؤثر على أداء المنتخب، فهذا مؤشر كبير جداً على حجم المشكلة التي أوقع نفسه بها أفضل لاعب في العالم خمس مرات.
ووصل الأمر بصحيفة (آ بولا) البرتغالية الى الخروج بعنوان (القليل من رونالدو، المزيد من البرتغال)، رغبة منها بأن يكون التركيز على المنتخب الباحث عن محاولة الانضمام الى العمالقة والفوز بلقبه العالمي الأول، ليضيفه الى تتويجه القاري الأول والوحيد عام 2016 في كأس أوروبا.
وتألق منتخب البرتغال في فوزه الودي التحضيري الأخير على نيجيريا 4-1 بغياب رونالدو.
ويخوض رونالدو مشاركته الخامسة في كأس العالم التي يفتتحها أبطال أوروبا 2016 ضد غانا في المجموعة الثامنة، فيما تلعب الأوروغواي مع كوريا الجنوبية في اللقاء الثاني.
وفي مجموعة مفتوحة يصعب التكهن بنتائجها، سيحاول رونالدو أن يصبح أول لاعب يحرز هدفاً على الاقل في خمس نسخ مختلفة لكأس العالم (من 2006 إلى 2022)، ليتفوق على أسماء عظيمة أمثال الأسطورة البرازيلية بيليه والالمانيين ميروسلاف كلوزه وأوفه زيلر.
وفي المباراة الثانية، على الورق، من المتوقع أن تكون الاوروغواي، بطلة العالم 1930 و1950، المنافسة الرئيسة على صدارة المجموعة والفوز على كوريا الجنوبية على ملعب المدينة التعليمية ضد فريق يعتبر الحلقة الأضعف، سيحدد وتيرة الصراع ويمنح لا سيليستي الدفع اللازم لمحاولة الوصول الى ثمن النهائي للمرة الرابعة توالياً، رغم أن المنتخب الاميركي الجنوبي لم يعد متوهجاً كما كان قبل أربع سنوات بعد أن بات نجما الهجوم لويس سواريز وإدينسون كافاني في سن الخامسة والثلاثين.
وعانت الأوروغواي في مشوار التأهل إذ اضطرت خلاله الى إقالة مدربها الاسطوري أوسكار تاباريس بعد 15 عاماً على رأس الجهاز الفني، وتعيين دييغو ألونسو، الذي قادها الى أربعة انتصارات توالياً ضمنت على إثرها المشاركة الرابعة عشرة في العرس الكروي.
ويعود المنتخبان الأوروغوياني والكوري بالذاكرة الى عام 2010 حين تواجها في ثمن النهائي وخرج الأول منتصراً 2-1 بثناية لويس سواريز في طريقه لنيل المركز الرابع في أفضل نتيجة له منذ 1970.
وسبق للمنتخبين أن تواجها أيضاً في دور المجموعات عام 1990 حين فازت الأوروغواي بهدف في الثواني الأخيرة بفضل دانييل فونسيكا.
والى جانب سواريز الهداف التاريخي للمنتخب مع 68 هدفاً، ووصيفه كافاني (58 هدفاً)، تعج التشكيلة بلاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة مع المدافعَين دييغو غودين (36 عاماً) ومارتين كاسيريس (35) والحارس فرناندو موسليرا (36).وتبرز المواهب الشابة، مع داروين نونييس وإرنستو فالفيردي ورودريغو بنتانكور.
وتبدأ البرازيل رحلتها نحو النجمة السادسة واللقب الأول منذ 2002 باختبار حقيقي، بمواجهة دوشان فلاهوفيتش ورفاقه في المنتخب الصربي، وذلك في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة.
وبعد المشوار، الرائع الذي حققته في تصفيات أميركا الجنوبية التي أنهتها في الصدارة بـ14 فوزاً وثلاثة تعادلات من دون أي هزيمة، تبدو البرازيل من أبرز المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، لاسيما في تألق معظم نجومها على رأسهم نيمار، فينيسيوس جونيور ورودريغو.ووضع المدرّب تيتي فريقه على السكة الصحيحة ونفض عنه غبار الهزيمة التاريخية أمام المانيا 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014، من خلال قيادته الى التتويج بكوبا أميركا عام 2019 ثم بخوض تصفيات أميركا الجنوبية من دون أي هزيمة، إضافة للوصول إلى نهائي كوبا أميركا 2021، حيث خسر أمام غريمه الأرجنتيني 0-1.
ومنذ السقوط أمام ليونيل ميسي ورفاقه في 10 تموز 2021، لم يذق رجال تيتي الهزيمة في 15 مباراة متتالية، آخرها أربع تحضيرية للنهائيات خرجوا منها جميعها بانتصار على منتخبات مشاركة في المونديال القطري هي كوريا الجنوبية (5-1)، اليابان (1-0)، غانا (3-0) وأخيراً تونس (5-1).
لكن قوة البرازيل ليست محصورة بالهجوم، إذ تتمتع جميع الخطوط بالخبرة بدءاً من الحارس أليسون بيكر، وقطبي قلب الدفاع تياغو سيلفا وماركينيوس، مروراً بخط الوسط بوجود كازيميرو.
وتختبر هذه الترسانة حجم استعدادها لمحاولة قيادة سيليساو للقب سادس حين تتواجه في استاد لوسيل مع صربيا في إعادة للدور الأول من مونديال 2018، حين فاز المنتخب الأميركي الجنوبي 2-0 سجلهما باولينيو وتياغو سيلفا.
ولن تكون المهمة سهلة بالتأكيد للبرازيل أمام منتخب منظّم يضم مجموعة من النجوم مثل فلاهوفيتش وزميله في جوفنتوس الإيطالي فيليب كوستيتش وصانع ألعاب أجاكس الهولندي دوشان تاديتش ومحور وسط لاتسيو الإيطالي سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش.
وبعدما أخرجت فرنسا بطلة العالم من الدور ثمن النهائي لكأس أوروبا صيف 2021 ثم تسبّبها بغياب إيطاليا عن نهائيات كأس العالم بعدما تفوّقت عليها في التصفيات الأوروبية، تأمل سويسرا بمواصلة مفاجآتها، لكن مهمة الوصول الى ثمن النهائي للمرة الثالثة توالياً لن تكون سهلة، بدءاً من الاختبار الأول على ستاد الجنوب ضد الكاميرون.
وتسلّم السويسري الدولي سابقاً مراد ياكين مهمة الإشراف على تدريب المنتخب خلفاً لفلاديمير بيتكوفيتش واعتمد كرة هجومية أكثر من سلفه وبات المنتخب أكثر صلابة، بدليل عدم خسارته أي من مبارياته الثماني في تصفيات كأس العالم على الرغم من اصابات عدة في صفوفه وفي مجموعة ضمت إيطاليا بطلة أوروبا الأخيرة.
ويتألق نجوم المنتخب السويسري في أنديتهم، بدءا بالقائد غرانيت تشاكا، الذي سجل 4 أهداف هذا الموسم مع أرسنال الانكليزي، ولا يزال كتلة نشاط في وسط الملعب مع تخليه عن مشاكساته التي خلقت له المتاعب مع الحكام في السابق.
كما تأقلم المهاجم بريل إمبولو في صفوف موناكو المنتقل اليه من بروسيا منشنغلادباخ الألماني، وقلب الدفاع مانويل أكانجي، الذي انضم الى مانشستر سيتي قادماً من بروسيا دورتموند.
بالنسبة للكاميرون التي حلت ثالثة في كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مطلع العام الحالي، فتضم في صفوفها بعض النجوم الذين يتألقون في صفوف الأندية الاوروبية أبرزهم حارس مرمى إنتر الإيطالي أندريه أونانا، ولاعب وسط نابولي أندريه فرانك زامبو-أنغيسا بالإضافة الى إريك مكسيم تشوبو-موتينغ، الذي يتألق في صفوف بايرن ميونيخ الالماني في الآونة الأخيرة وزميله في خط المقدمة فنسان أبوبكر مع النصر السعودي.