الثورة – نوار حيدر:
صدر عدد جديد لجريدة الأسبوع الأدبي العدد (١٧٩٦) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، حمل بين ثناياه باقة من المقالات الأدبية والثقافية، إضافة إلى مجموعة من الإبداعات الشابة في القصائد الشعرية والقصص المنوعة، وعدداً من نشاطات اتحاد الكتاب العرب..
جاءت الافتتاحية لكلمة الدكتور محمد الحوراني التي ألقاها في المركز الثقافي العربي بمدينة حماة بتاريخ ١١/١٣ /٢٠٢٢ وذلك بمناسبة تكريم الشاعر محمد منذر لطفي وتسمية قاعة المحاضرات الرئيسية باسمه في مبنى فرع اتحاد الكتاب العرب بحماة..جاء فيها..
أيها النسر الذي حلّق ملازماً حارساً سماء الوطن حتى صار عقيداً
ويا أيها الشاعر الحارس الأمين على القوافي يا أبا تمام
حين نكتب لك أو عنك تتسع المساحة لنقول ما نشاء ولندون للأجيال سيرة نسر من نسورنا الأبطال، ونحفظ لهم حق الاطلاع على جرح القلب وبعض أسراره، ما أنبل تحليقك في فضاء الكلمة! أكرم به من تحليق !…
حين نلتقي اليوم لتكريمكم ولتقديم بعض ما علينا من وفاء إنما نكرم المكان بعطر التجربة وعمق مدلولاتها بالعمل والأثر الباقي ما بقي الأدب والإبداع والفكر في هذا المكان.
كتب د. سليم بركات بعنوان “من دروس التصحيح” ..أولت الحركة التصحيحية بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد أهمية كبيرة للوضع الداخلي، وتمتينه من خلال إصدار قانون الإدارة المحلية الذي يفرز دور الوحدة الوطنية، ويقيم النظام السياسي المستقر المستند إلى الشرعية الدستورية، والمستكمل لمؤسساتها الرسمية، ولا سيما في بناء قاعدة اقتصادية كبيرة وواسعة يستند إليها تقدم المجتمع ومستلزمات صموده.
لقد رحل القائد الخالد حافظ الأسد وهو في أوج العطاء والتضحية، رحل وهو متميز بشخصيته القيادية الفريدة، والتي جعلت منه الإنسان والقائد العربي الوحيد الذي لم يفرط بحق، ولم يساوم، ولم يستسلم، ولم يصافح الأيدي الصهيونية الآثمة، ولم يفكر ولو للحظة واحدة بالهرولة إلى البيت الأبيض الذي هرول إليه الآخرون. لكن هذا كان وسيبقى في نظر كل شرفاء الأمة العربية وشرفاء العالم، القائد الكبير الذي قاد العرب في أصعب الظروف وأعقدها ، منتقلاً بهم من ركام الهزيمة إلى رحاب النصر.
تحت عنوان “تهميش المؤنث بين الماضي والحاضر” للأستاذ أوس أحمد أسعد كتب… إلى متى سيظل استبعاد المؤنث وضمائره من المشهد الثقافي والاجتماعي عموماً، واللغوي خصوصاً؟ وحتّام نظل نلوب ضمن دائرة وعي متخلف، لا ينتج سوى التبعية والدونية للمرأة؟
إن إصرارنا على الصيغة المذكرة للضمائر سيعمق الفوارق السلبية على مستوى الوعي بين الجنسين من حيث النظرة إلى الذات والآخر ، وسينعكس ذلك على الوعي و السلوك الاجتماعي لكليهما.. والمفارقة الغربية أنه رغم كل ذلك، نرى مشائخ اللغة وسدنتها يعمدون مصغرين، عند الإعلاء من مكانة رجل في مجال ما، إلى استخدام التوصيف المؤنث الذي تزينه التاء المربوطة، فيقولون عنه: (علّامة) أو (فهّامة) وإذا أرادوا جمعاً قوياً يعبر عن فحولة الذكور يقولون:(رجالات الفكر) مثلاً، بدلاً من رجاله! ثم يتناسون فيقولون: إن جمع الذكور هو الأقوى دوماً واذا لم تجده فيمكنك أن تجمعه جمعاً مؤنثاً، وهو أضعف الجموع.
كتبت إيلين يعقوب كركو تحت عنوان “من أنطاكية إلى حلب رحلة حياة رولان خوري الإبداعية”
(رولان خوري)… مبدع من أبرز رواد الجيل الثاني للحركة التشكيلية في سورية، صاحب تجربة إبداعية تميزت عبر مخططها الزمني بنقاط علام شكلت باكورة التحولات الإبداعية وبداية التطور و الاتجاه نحو المحلية في مضمار الفن التشكيلي السوري الذي اتكأ بشكل كبير على حزمة المفاهيم والمدارس الغربية السائدة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
ولد في أنطاكية عام ١٩٣٠ ، اضطرت أسرته للانتقال إلى مدينة حلب بعد سلخ لواء اسكندرون عن سورية الأم عام ١٩٣٩، وكان لهذا الحدث عظيم الأثر في أعماق شخصية الفتى الصغير الذي حمل في مخيلته من اللواء السليب مكتبة ضخمة من الذكريات البصرية ..سافر إلى روما عام ١٩٥٦، وهيكل اتجاهه الفني الذي عرف باسم (الواقعية الإيحائية).. استأثرت لوحاته بالمشاهد الطبيعية المحلية ،وبالبورتريه البشري وباللقطة المعمارية متأثراً بتجارب كل من (ميشيل كرشة) و(نصير شورى)، إلا أن لمسة خاصة من العفوية البعيدة عن التكلف كانت تميز أعماله التي تكررت من الصراعات اللونية القديمة وانطلقت باتجاه تيار حداثي خاص جداً يميل إلى الخصوصية المحلية التي شكلتها نزهات الفنان المطولة في الطبيعة المحيطة المعارضة بروح الشرق وعبق الذكريات.
في كلمة شعرية أخيرة كتب الأستاذ توفيق أحمد …
عيناكِ
أما آن لعينيكِ
أن تفكّا وثائقي؟!
هو العشق أحد تجلياتك الباذخةِ
عينان تغيب فيهما السماواتُ
تعاقب أضواء كريمٌ
أجهل سرّهما العميقَ
أغوص في ذرا التّيه
مرافئ عينيك ملاذي في معاركي مع الحياة…