الثورة – علا مفيد محمد:
لعل الطفل الذي اقتصر تعليمه على المدرسة فقط.. هو طفل لم يتعلّم
من هذا المنطلق تم تفعيل دائرة جديدة ضمن مديرية الأنشطة الفنية والرياضية في وزارة التربية، تراعي من خلالها الطلاب اليافعين بمرحلة عمرية تتراوح بين الصف السابع حتى الثالث الثانوي.
ولأنه ليس لطفلٍ أن يشبه الآخر فلكل واحدٍ اهتمام وشغف بشيء ما وقدرات وإمكانيات وظروف مختلفة وجميع هؤلاء يحملون بذرة الحب للعطاء والإحساس بفائدة وجودهم من هنا بدأ الاهتمام بالأنشطة اللاصفية التي ستلبي حاجات الطلاب وتكشف ميولهم وقدراتهم وتساعدهم في ربط حياتهم المدرسية بحياتهم الاجتماعية ولمعرفة خصوصية هذه الدائرة ومهامها وبرامج عملها
بينت الدكتورة علا سلمان رئيسة دائرة اليافعين والأنشطة اللاصفية في الوزارة أن لديهم فريق عمل سوف يتوزع ضمن المحافظات وعلى امتداد عدد المدارس ومساحة الوطن كافة، وسيكون هناك منشّط للأنشطة تابع للدائرة بشكل مباشر لينقل جميع الخطط والبرامج لتطبيقها في المدارس، وسيكون لنا تنسيق مع دائرة المسرح والفنون ودائرة التربية الرياضية وغيرهم لإعداد الطلاب لبعض المهارات والقدرات بشكل حقيقي وخاص.
ومن جانب آخر تحدّثت الدكتورة سلمان عن برنامج الدائرة الذي يتضمن القيام بالرحلات المدرسية التي تعد عاملا مهما لدعم الحياة الاجتماعية.
وقالت في هذا السياق: تخيلوا الجمالية على امتداد وطننا عندما لا يستطيع الأهل اصطحاب أولادهم في رحلة لأماكن أثرية عديدة وذلك بسبب ظروف مادية وغيرها وبالتالي تأتي المدرسة لتدعم خروج الطلاب في رحلة لهذه الأماكن مما يزيد من ثقافة وأفق الطالب.
أو عندما تقوم المدرسة في الصيف على سبيل المثال بتنظيم مخيمات لجميع اليافعين في سورية،حيث تعلم هذه المخيمات الطلبة الاستيقاظ بوقت محدد أي ضبط الوقت واحترام الزمن، إلى جانب تعلمه الاستعداد للاجتماع الصباحي بمظهر لائق ونظيف بعد ترتيب خيمته.
هذه التفاصيل الحياتية تبني في الطالب شخصية القيادة والمسؤولية حسب رأيها
كما تدربه المخيمات على العمل الجماعي من خلال التعاون مع أفراد المجموعة واحترام خصوصية الآخرين ومساعدتهم في تجاوز بعض حالات الخجل والتردد، معتبرة أن هذه المسؤولية ليست سهلة وليست صعبة في الوقت نفسه إذا بُنيت بالحُب تحت شعار ” ننجح معاً “. إذ لا يوجد عمل فردي، وإنما يجب أن نعلمهم معنى الانتماء للمدرسة والجماعة وكذلك الوطن.
وأشارت الدكتورة سلمان إلى أن خطة العمل تتضمن أيضاً تعزيز مشاركة الطلاب في الأعمال التطوعية المجتمعية من خلال تنظيم فرق عمل تطوعية لتنظيف الشارع، أو الحي، أو حملة تشجير فالعمل التطوعي أساس بناء الأخلاق في المجتمع،
وكم جميلٌ أن نعلم أولادنا أن ثقافة العطاء مردودة عندما تقوم المدرسة بتنظيم زيارة طلابها لدار العجزة على سبيل المثال لا الحصر ليقدموا وردةً لكبار السنّ فيها.. هذا العمل يحمل رسالة حبّ وإحساس جميل وتعلّم ضرورة احترام الكبير ومساعدته.
وعن مدى تقبل أهالي الطلاب لهذه الأنشطة لفتت الدكتورة سلمان أنه
يجب أن يقتنع المجتمع الأهلي أن حياة الطالب ليست كلها حياة مدرسية بل هناك حياة أخرى يجب إرسالها لتعلم الموسيقا والرسم والرياضة لإبعاده عن الملل وعن إهدار وضياع وقته بأمور غير مفيدة، وقالت: نتمنى أن يتعاون الأهل معنا في تنفيذ برامجنا وإعطاء أبنائهم الصغار واليافعين مساحة حرة أكثر من مساحة الصف ليستطيعوا أن يحلّقوا بإبداعاتهم. فأولادنا لديهم من الإبداع ما يكفي مايتطلب منا عدم تقييدهم ببرنامج مدرسي فقط.
وختمت حديثها بالقول إن استثمار الإنسان وطاقاته هو الاستثمار الأمثل لبناء أي بلد وهذا ما تطمح لتحقيقه الأنشطة اللاصفية.
السابق
التالي