أسماء الفريح:
صعد الاحتلال التركي في الآونة الأخيرة من اعتداءاته على القرى والبلدات الآمنة في شمال سورية وشرقها ما أدى إلى ارتقاء شهداء ووقوع إصابات في صفوف المدنيين إلى جانب استهدافه المتعمد المنشآت الحيوية والبنية التحتية في تلك المناطق كمحطات المياه والكهرباء والسدود والمنشآت النفطية لزيادة معاناة سكانها المعيشية وإجبارهم على النزوح منها بغرض تنفيذ أطماع النظام التركي الاستعمارية في الأراضي السورية وإنشاء ما يسميها “المنطقة الآمنة”.
وسبق أن أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن ما يقوم به النظام التركي لإنشاء ما يسمى “منطقة آمنة” على الأراضي السورية هو عمل عدواني واستعماري تسعى من خلاله حكومة أردوغان إلى إنشاء بؤرة متفجرة داخل سورية وإلى الاستمرار في رعاية وتسليح وتشغيل تنظيمات إرهابية مسلحة لاستخدامها ضد الشعب السوري بما يخدم الأجندة المتطرفة التي يتبناها هذا النظام والتي باتت تشكل خطراً كبيراً ومستفحلاً على السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
واستهدفت طائرات مسيرة للاحتلال التركي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري محطة نفطية ومركزاً لمستودعات المحروقات جنوب القحطانية بريف الحسكة إلى جانب موقعين نفطيين بريف المدينة طال أحدُهما موقعاً جنوب حقل عودة النفطي وآخر قرب قرية ليلان جنوب غرب القحطانية وذلك بالتزامن مع عدوان مماثلٍ على قرية عوجة بريف ناحية تل تمر أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، كما استهدف العدوان التركي بالطائرات المسيرة قرى الكوزلية وتل جمع والطويلة وأم الخير وتل اللبن وتل شنان بريف تل تمر شمالي غربي الحسكة.
وجددت مسيرات الاحتلال التركي بعدها بيوم اعتداءاتها على مناطق متفرقة من الجزيرة ولاسيما ريف المالكية بالحسكة حيث تصاعدت أعمدة الدخان من قرية السويدية التي تضم شركة تعبئة الغاز المنزلي ومحطة توليد الكهرباء وأفاد سكان
من المنطقة بأن العدوان التركي استهدف منشأة غاز السويدية ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن القرى المحيطة.
ووفقا لشركة كهرباء الحسكة فإن الكمية التي كانت تنتجها منشأة غاز السويدية تقارب الـ 50 ميغاواط ساعي وكانت تغذي مدينة القامشلي وريفها وعدداً من بلدات ومدن الريف الشمالي الشرقي من المحافظة كما كان يعتمد عليها في تأمين التيار الكهربائي للخطوط الخدمية في مدينة الحسكة من دوائر رسمية ومشاف ومراكز صحية ومخابز ومطاحن في حال توقف تزويد المحافظة بالكميات الكهربائية من سد الطبقة.
كما جددت قوات الاحتلال التركي عدوانها بالمدفعية على قرى ريف الحسكة الغربي الشهر الماضي ما أدى إلى وقوع أضرار في خطوط شبكات نقل الكهرباء وخروج محطة تحويل تل تمر من الخدمة ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن القرى والتجمعات السكانية في الريف الغربي والشمالي الغربي للمحافظة.
وأكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع الدولي الـ 19 بصيغة أستانا الدكتور أيمن سوسان أن ذرائع الاحتلال التركي لتبرير أفعاله في سورية لم تعد تخدع أحداً مشدداً على أن هذه الأفعال التي يرتكبها النظام التركي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتشكل انتهاكاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة ولاسيما أنه لا يلتزم بمخرجات أستانا وفي مقدمتها احترام سيادة وحرمة وسلامة أراضي سورية.
بدورها شددت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان على أن الاحتلال التركي يتخذ ذرائع واهية لبقاء الإرهابيين الذين يعملون تحت مظلته في الشمال الغربي من سورية وهو أمر مرفوض دولياً لأنه لا يحق لأي دولة أن تدافع عن أمنها داخل حدود دولة أخرى، مشيرة إلى أن النظام التركي لا يلتزم بتعهداته مع روسيا، ويختلق الحجج لتنفيذ أطماعه في الأراضي السورية.
