على طرفي نقيض

معارض الأسابيع الماضية التي شهدتها بعض الصالات الخاصة في دمشق، تقف على طرفي نقيض على الصعد التقنية والتشكيلية والتعبيرية، حيث تابعنا وكتبنا عن معارض تتناول المواضيع المطروحة بالارتكاز على أدق درجات الدقة في الرسم الواقعي ( واقعية مفرطة أو واقعية قصوى ) مقابل معارض حديثة تصل في أحيان كثيرة إلى أقصى حالات التجريد اللوني والخطي (بعض اللوحات المعروَضة في المركز الوطني للفنون البصرية) وحتى الضوئي (التشكيل الكمبيوتري بحركة الضوء). كما كتبنا عن معرض تولين ديمة قباني في غاليري زوايا، والذي يدرج في إطار معارض فن التجهيز.
والرسم الواقعي والتشكيل التركيبي ـ التجهيز، يقفان على طرفي نقيض، فالأول يريد الفنان من خلاله، أن يؤكد مقدرته على منافسة الصورة الضوئية، بعكس التجريد اللوني، وبخلاف التشكيلية الشابة تولين التي أطلت علينا بمغامرتها التركيبية، حيث جهزت في الأبعاد الأربعة (الرابع بعد افتراضي) والبعد الرابع غير المنظور يهدف إلى إحداث الأثر المزلزل لدى المشاهدين، ويدفعهم للدخول في مساحة الحوار والنقاش الثقافي المفيد، للمساهمة في حل بعض الإشكاليات والالتباسات في أزمنة الفنون غير التقليدية، والأزمات الاقتصادية الكبرى.
ومعرض نذير نبعة وليلى نصير في صالة كامل لا يدخل في هذا الإطار، وذلك لأن نذير نبعة ورغم أنه كان، وكما هو معروف يرسم بعض لوحاته بواقعية مفرطة أو قصوى أو سحرية، فإنه من جهة أخرى معاكسة مر بمراحل عديدة ليست واقعية، وقدم في معرضه الأخير لوحات تجريدية منبثقة من الوقع، وبالتالي فهو لم يكن متعصباً للواقعية ومعارضاً للتجريدية مثل كثير من الفنانين، الذين ينحازون لاتجاه دون آخر، أو يعتبرون الرسم الكلاسيكي والواقعي هو بداية ونهاية العالم. فالإبداع لا يكون بنقل الصور الضوئية الجاهزة بالطرق المعروفة، وإنما بالقدرة على التحوير والتبسيط والتوليف والحذف والإضافة.
والملاحظ أن الذين يرسمون بطريقة واقعية مدهشة أصبح عددهم كبيراً جداً، وفي كل يوم نكتشف أسماء جديدة تتقن الرسم الواقعي بطريقة لافتة، أما عدد الذين يجيدون التحوير والتحريف والتشكيل الحديث، الذي يحقق الناحية الأسلوبية، وعناصر الدهشة والإقناع فهو أقل بكثير، والأسماء الهائلة التي يجيد أصحابها الرسم الواقعي، تزيد من حالات التشكيك والالتباس، وخاصة في عصر البرامج الكمبيوترية والفوتوشوب ومواقع الإنترنت، التي ترسم للبعض بسرعة تفوق سرعة الضوء، ومن دون تدخل منهم (وهنا يجب أن نميز بين فن الديجيتال المعترف به عالمياً، والذي يدرس في كليات الفنون، وبين المواقع التي ترسم للبعض بأقل من ثانية، ويكفي هنا إدخال الصورة والانتظار لحظات).

آخر الأخبار
تغذية كهربائية للمستثمرين في "حسياء" استئناف العمل في أبراج ضاحية الوفاء بحماة وعود بلا حلول!! أزمة مياه خانقة بحي "الشرقطتلي" في سبينة دعم المستشفيات التعليمية مع منظمة الصحة العالمية باراك: سوريا أصبحت الآن مفتوحة أمام عالم الأعمال الباحثة الكردي لـ"الثورة": اتفاقية الطاقة تفتح باب الاستثمار وتعيد دوران العجلة الاقتصادية م. أبو دي لـ"الثورة": القدرة التوليدية سترتفع إلى 9000 ميغاواط بدء مهام وحدة تنسيق ثلاثية (تركية - سورية - أردنية) في سوريا لمكافحة داعش ماذا يعني توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين وزارة الطاقة ومجموعة UCC العالمية.. المولوي لـ"الثورة": اتفاق الكهرباء يحسن تنافسية المنتج السوري ما مستقبل الموارد السورية في مناطق "قسد"؟ حصاد مياه الجريان السطحي والأمطار بحمص اتحاد الصحفيين ينظم ورشة عمل للصحافة الاستقصائية تعزيزاً للعلاقات بين البلدين.. مذكرة تفاهم بين "تجارة ريف دمشق" و"صناعة الأردن شراكة استراتيجية مع تركيا لتطوير قطاع السيارات تكامل اقتصادي واعد بين سوريا والأردن كسوة العيد تنهك الجيوب.. سليمان لـ"الثورة": توفير السيولة لتحريك السوق حين يعودون إلى الديار... وتنتظرهم الذكريات تحت الركام تجديد توءمة حلب وغازي عنتاب: تعاون تنموي وثقافي بعد قطيعة 13 عاماً بعد رفع القيود.. هل ستستخدم أوكرانيا أسلحة جديدة ضد أهداف داخل روسيا؟