الملحق الثقافي:
مسألة إهداء الأغاني لسيف الدولة، مسألة يجب أن يقف عندهــا طويلاً ، ذلك لأنـها كانت مثار تعليقات من القدماء من أمثال المهلبي وابن عباد، ولأنها تكاد تكون المحـور الذي تدور حوله أحاديثنا عن الرجل الذي ألف له كتاب الأغاني، ثم لأنها لا تثبت أمام البحث التاريخي الدقيق ..وعن ذلك يقول الدكتور مروان العطية.
وتتلخص مسألة الكتاب في أن أبا الفرج قد حمل كتابه إلى سيف الـدولـة بــن حمدان، وأن سيف الدولة أعطاه ألف دينار واعتذر إليه… وأن الصاحب بن عباد حينما بلغه هذا الصنيع عـلق عليه بما يؤذن بلوم سيف الـدولـة لأنــه قصر فـي حــق أبـي الفـرج لأن الكتــاب يستأهل أضعافها.. وينقل يـاقــوت عـن أبي القاسم عـبد العزيـز بـن يـوسف كاتب عضد الدولــة أنه قال :
وقال أبو محمد المهلبي : سألت أبا الفرج في كم جمعت هذا الكتاب ؟
فقال في خمسين سنة … قال وأنـه كتــبه مـرة فـي عمره، وهـي النسخة التي أهداها إلى سيـف الدولة…فمن هو سيف الدولة هذا …؟
إنه سيف الدولة، أبو الحسن، صدقة بن منصور، الذي يقول عنه ابــن خلكان : (( كان يقال له : ملك العرب، وكان ذا بأس وسطوة وهيبة )).
وقد كتب له ابن الخازن نسخة من كتاب الأغاني وقــدمها لسيف الــدولــة صدقة بــن منصور، وقد كانت النسخة الوحيدة في الهيئة العراقية في ذلك الـوقـت.
وحـدث أن نهبت خـزانــة سيف الــــدولـة ( صدقة بـن منصور ) وأحـــرقت وكـــان ممـا وجـد مـن كتبها بـعد النــهب والحريــق نسخة نـاقصة مشوهة من كتـاب الأغـاني … وقد كتـب اسم ابـن الخازن فيما نتوقع وكما هـــي العادة على نسخة الأغاني التي انتهبت مـن خـزائن سيف الـدولـة، كمـا كتب اســم سيــف الدولــة، ( وهنــا يصح لنا أن نــذهب إلــى أن هــذه النسخة هي التي وقعت في يــد يـاقـوت، وأن أقــدم كتاب وقفنا فـيه على هــذه المسألة هـــو معجم الأدبــاء لياقـوت، وقــد ذكــر لــنـا نصوصـاً وجـدهــا فــي مقدمــة كتـاب الأغـاني، وقــد ذكرنــاهـا سابقاً ) وأنه لتشابه الأسمــاء المغربي وابن الخازن وسيف الدولـة، وأنه لجودة خط كل من ابـــن الخازن والمغربـي، وأنـه لصلة والـد الـوزيــر المغربي وأهـله بسيف الدولـة الحمداني. ذهب يـاقوت إلى مــا ذهب إليه، وجـاء مــن بعده فجروا خلفه.
العدد 1123 – 6-12-2022