تحديات كثيرة يواجهها أبناؤنا لملء وقت الفراغ،أولها كثافة الواجبات المنزلية، حيث يقضون معظم أوقاتهم بكتابة واجباتهم المنزلية، وماتبقى من الوقت غالباً ماينتظر الأهل منهم “أن يدرسوا ويدرسوا ” وخصوصاً طلاب الشهادة الثانوية والتعليم الأساسي، وذلك لعدم وعي الآباء أهمية وقت الفراغ وأنه من حق الأبناء قضاؤه فيما يشاؤون وبما يعود عليهم بالفائدة والمتعة، ويبدو الأمر أكثر صعوبة عندما لايجد هؤلاء مرافق للتسلية في حيهم أو لايستطيعون الانضمام إليها لممارسة هوايتهم بسبب ارتفاع تكاليفها، وأما الخروج مع صديق لملء وقت الفراغ فلا يفضله الآباء وتكثر الاشتراطات عليه من حيث الزمان والمكان ومصروف الجيب.
في ظل ضغوطات معيشية حياتية أسرية قاهرة وبيئة منزلية تبعث على الضجر والملل تبرز أهمية المدرسة لتجديد الطاقة وتنشيط الأبناء من خلال الأصدقاء، حيث السرور والضحك واللعب في جزء معقول من الزمن (الاستراحة)ينفعهم ويحفزهم للمتابعة الدرسية والمثابرة والاجتهاد، والمحافظة على الوقت ليس يعني أن يملأ كله بالدراسة، وكذلك حصص الرياضة والفنون التي تجعل الذهاب إلى المدرسة أكثر جاذبية ومتعة، وتخصيصها للمواد العلمية يحرم الطلاب الفرصة لتطوير مواهبهم وهواياتهم وهي ليست مضيعة للوقت كما يعتقد البعض.
من المؤكد أننا لانريد أن تكون أوقات الفراغ طاغية على أوقات العمل بل خاضعة لحكم العقل وليست الغاية منها قتل الوقت، بل استثماره لغاية يرتضيها العقل ولفائدة جسدية ونفسيةوخلق الدافعية للعطاء والإبداع.