مازلنا نعيش منافسات المونديال لكرة القدم وهذه المرة فوق أرض عربية، وفي المونديال ومنافساته دروس وعبر تبدأ من التصفيات ولا تنتهي بعد أن ينتهي العرس العالمي لأن الفائدة يجب أن تعمم وتطول كل المهتمين،من وصل إلى المونديال واجهته ظروف وتعرض لنتائج بعد أن خاض التجارب، ومن لم يحالفه الحظ بالوصول جلس ليتفرج ويراقب، وفي الحالتين من خاض التجربة ومن راقبها سيخلص إلى نتائج، فهل المهتمون القائمون على كرة القدم السورية من المستفيدين من هذه التجربة..!!؟
مر الكثير من المونديالات السابقة وكنا من المتفرجين على نهاياتها، وسعى القائمون على اتحادنا الكروي كي يصل منتخبنا الأول ويكون بين كبار العالم لكنه في كل مرة وفي كل تصفيات يلازمه الإخفاق وكأن شيئاً لم يكن..!
ننتظر سنتين بعد كل مونديال وندخل في تصفيات ونخسر كالعادة وكأننا لم نتعلم والحقيقة أننا لن نتعلم.
يأتي اتحاد جديد في كل مرة ويريد أن يبدأ من الفئات العمرية الصغيرة ويريد أن يخترع العلل، مرة العلة في المدرب، ومرة في نظام الدوري، ومرة في مستويات اللاعبين، ومرة ومرة وفي كل مرة تنكسر الجرة والفائدة معدومة والمراوحة في المكان هي أهم عنوان،الآن وكما يصرح اتحادنا لكرة القدم أنه بصدد البحث عن مدرب أجنبي قدير في الوقت الذي يتولى المسؤولية مدربنا الوطني حسام السيد والبحث جارٍ، فهل هذا الاتحاد والمدربون واللاعبون الذين يتابعون الحدث العالمي يرغبون بالاستفادة منه؟! هل يدرك اتحادنا أن الوصول إلى مستوى عالٍ له متطلبات آخرها المدرب وأولها البنى التحتية وثانيها دوري منتظم وثالثها انتقاء اللاعبين ورابعها احترام الذات وخامسها احترام المتابعين، وآخرها توفير الإمكانيات اللازمة والاحتكاك المطلوب إلى ماهناك من أشياء أخرى هي أسس في صناعة المنتخبات..
على سبيل احترام عقول المشجعين لمنتخباتنا أعطانا مدرب اليابان درساً، حين خرج أمام كرواتيا من الدور (16)اقترب من الجماهير المشجعة وانحنى أمامهم معتذراً عن الخروج الحزين، فهل فكر أحد من المسؤولين عن كرتنا، مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة، بأن يعتذر لجمهورنا عن إخفاقات لانستطيع عدها، حصلت مع منتخباتنا وفي كل الفئات،حتى لو كانت كلمة في مؤتمر صحفي لتعليل ماحصل؟! لم نسمع تصريحاً لأحد يقول نحن آسفون ياجمهورنا الكريم..!!؟
هي ثقافة الرياضة التي نحن بعيدون عنها، لم نتعلمها وكأننا لا نريد أن نتعلمها، ليبقى المثل القائل ملازمناً وهو عنوان لكرتنا (ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار) وآخر هذه العبر ما نشاهده في المونديال في قطر..