الملحق الثقافي- د.سلمى جميل حداد:
كان حضوركَ بخفة الياسمين مسرعاً كقبلةٍ في الهواء
أنا هنا خلف نافذة أحلامي
حرّة كنسيمٍ يحملكَ إلي،
اقترب بعيداً
كي نبقى اثنين على مسافة واحدة من الحب
وابتعد قريباً
كي تبقى النور المنبعث من حرائق مدنٍ
تركتُ فيها ظلّي حين ضاقت أكمامه على ساقيّ
مضيتُ إلى الأبد
إلى حيث تنتظرني غيماتي الماطرات،
من عتمتها أكتب إليكَ مزدحمةً برطوبتي،
مرتبكةً بضجيج وحدتي والصمت.
قطعتُ مسافات الترقب مشياً على الوجع،
تعانقتُ مع عطركَ حتى فرغ الهواء من الأثير
ومضيتُ إلى الأبد
إلى حيث ألتقيكَ على مرمى من الغياب،
من حرائق أثكلتني وأولمت رمادي للتراب،
يا حبيباً لبستُ عليه حدادي كعتمة المحيطات
وأكلتُ على مائدة عزائه كل أطباق الوجع
لعلي نجحتُ في إنقاذ روحي من مسافاتها الحارقات،
سأرمي حمولتي من غربة الأفكار
وأقتسم مع عطركَ الجميل جوريةَ السماء،
وكما إلى الأبد مضيتَ
أحببتكَ إلى الأبد.
العدد 1124 – 13-12-2022