تخصيص الاتحاد الأوروبي ملياري يورو، لما يسمى صندوق الدعم العسكري لأوكرانيا، وتلويحه بتغليظ العقوبات على موسكو وطهران، هو إجراء غير مفاجئ، باعتبار أنه يأتي في سياقه التصعيدي، العدواني، الطبيعي.
فما الذي يمكن أن ننتظره، أو نتأمله من هكذا اتحاد، لم يصدر عنه يوماً أي موقف يحاسب الجلاد، ويدين القاتل، وينصف الضحية، اتحاد لطالما كان في كل مواقفه، وقراراته، وسياساته، لسان حال الأميركي، ومنفذ أجنداته في العالم والمنطقة.
ومع ذلك يمكننا القول إن الاتحاد الأوروبي بهذه الخطوات التصعيدية، كشف أوراقه المحروقة على الطاولة الدولية، فلا مساعي سلمية في أجنداته على الإطلاق، ولا نيات جدية، أو خطط ملموسة، لحقن دماء الأبرياء حتى الآن، ولا هم يحزنون.
دعم أوكرانيا بملياري يورو، وأيضاً خنق روسيا وإيران بالمزيد من العقوبات، لا يعني إلا أن الاتحاد الأوروبي ماض في سياساته التدميرية إلى ما لا نهاية، وهو بذلك يترجم بشكل أو بآخر الإيعازات الأميركية، وينفذها بحذافيرها على الأرض، دون زيادة أو نقصان.
يخطئ الاتحاد الأوروبي في رهاناته، فرياح الإنجازات الروسية والإيرانية تجري بما لا تشتهي سفن الأوروبي، والأوكراني، وحتى الأميركي، وكل هذه المليارات التي تقدم لأوكرانيا لمحاولة استنزاف موسكو أو تلك العقوبات التي تستهدف محاصرة طهران لن تجديهم نفعاً، ولن تستطيع بتاتاً أن تقلب موازين القوى في الميدان.