النظافة في طرطوس:آليات قديمة.. ونقص في المحروقات والعمال

الثورة :
أنقذت حملة النظافة الأخيرة التي تضافرت فيها جهود عدة جهات من القطاع العام بالآليات والعمال حالة النظافة العامة في مدينة طرطوس والتي وصفت من قبل المواطنين بالكارثية، ولكن السؤال ماذا بعد؟
ففي لقاء لـ «الثورة» مع عدد من المواطنين أشاروا إلى أن عمال النظافة الذين يكنسون الأحياء لا يأتوا إلا مرة كل أسبوع أو عشرة أيام، وبالتالي تراكم الأوراق والأوساخ على الأرصفة وأطراف الطرقات والمنصفات، وعندما يأتي العامل لا يستطيع تنظيفها بشكل كامل وتعود المشكلة لنفس النقطة.. ومن هنا طالبوا بزيادة عدد العمال للحفاظ على نظافة الأحياء لأنه الحل الوحيد.
من ناحية أخرى لفتت إحدى السيدات إلى أن إزالة الحاويات من الأحياء تسبب بتناثر أكياس القمامة هنا وهناك بطريقة غير حضارية، إضافة إلى تأخر سيارات القمامة عن القدوم وبالتالي تراكمها في أطراف الأرصفة وأحياناً أمام المدارس أو الحدائق إضافة إلى المنازل وانتشار الروائح الكريهة في الحي.
كارثة بيئية
بينما لفت البعض إلى مشكلة توجه مديرية النظافة نحو تجميع القمامة في بعض المناطق ضمن المدينة، خلف البريد ومديرية الزراعة، الأمر الذي يحدث كارثة بيئية من دون أدنى مسؤولية، علماً أن الضرائب في ارتفاع مستمر ورسوم المدينة لم تعد كالسابق بأرقام مقبولة، ولكن كل ذلك لم يجلب نفعاً، بل المزيد من الإهمال والفوضى في معالجة هذه المشكلة التي عجز عنها مجلس مدينة طرطوس منذ سنوات بالرغم من المؤازرات الداعمة والدائمة من قبل الجهات الأهلية والعامة.
بينما ألقى البعض اللوم على المدينة نتيجة غياب كامل لسلل القمامة على الطرقات الرئيسية والمزدحمة كشارع المحكمة وإدارة المرور والمشبكة والسوق وغيرها الكثير التي تخلو بالكامل من أي مظهر حضاري يشجع على النظافة أو يساعد المواطن على عدم إلقاء علبة سجائره الفارغة على الأرض، كون هذه السلل تساعد عامل النظافة والجميع على عدم رمي الأوساخ بشكل عشوائي على الطرقات العامة المزدحمة.
في صافيتا.. تباين واضح
وفي جولة قمنا بها على بعض حارات مدينة صافيتا، لاحظنا أن واقع النظافة مازال كما كان سابقاً يتفاوت بين حارة وأخرى، فحارة شارع طارق بن زياد، ومنطقة الكورنيش الجنوبي، وحارة أمن الدولة (الكنيسة) كانت شوراعها نظيفة، مع انتشار عدد كاف من الحاويات وبراميل القمامة.
وقد أكد لنا أغلب أهالي تلك الحارات الذين التقينا بهم أن عمال النظافة يقومون بترحيل القمامة بشكل شبه يومي عند الساعة الخامسة والنصف صباحاً، إضافة إلى كنسهم شوارع تلك الحارات.
كل عشرة أيام
بالمقابل اشتكى سكان حارة (حوحو) من أن القمامة لا ترحل إلا كل أسبوع أو عشرة أيام، الأمر الذي يؤدي لانتشار الروائح الكريهة وخاصة في فصل الصيف نتيجة تراكم القمامة وتكدسها وارتماء قسم منها خارج البرميل، إضافة لتجمع عدد من الأكياس بجانبها، أغلبها ممزق نتيجة عبث الكلاب والقطط الشاردة بها، لترى منظراً منفراً، ومرتعاً للقوارض ولانتشار الأمراض.
وأشار الأهالي إلى أن معاناتهم من سوء واقع النظافة هي معاناة مزمنة ومازالت مستمرة، مطالبين بتوفير أبسط خدمات النظافة في حيهم، وضرورة قيام عمال النظافة بترحيل القمامة بشكل شبه يومي، مع زيادة عدد الحاويات، فالبراميل التي خصصت لحيهم عددها قليل، وحجمها صغير، وهي غير قادرة على استيعاب كميات كبيرة من النفايات، الأمر الذي يضطر الأهالي لوضع أكياس قمامتهم بجانب تلك البراميل.
وبمتابعة جولتنا والوصول إلى حارة ربيع، اشتكى من التقينا بهم من قلة عدد الحاويات، وعدم قيام عمال النظافة بالتنظيف، مكتفين بترحيل قسم مما يحتويه برميل القمامة، وترك القسم الآخر دون ترحيل، إضافة لعدم ترحيلهم الأكياس الموضوعة بجانب الحاوية أو برميل النفايات، لافتين إلى أن قيام عامل النظافة وآلية جمع النفايات بترحيل القمامة هو أمر مزاجي، فأحياناً كل يومين، وأحياناً كل أسبوع.
إهمال في الأحياء التابعة لمجلس المدينة
من جهتهم أهالي حي الكرامة التابع لمجلس مدينة صافيتا أشاروا إلى أن واقع النظافة لم يتغير، وهي ذات الآلية في مواعيد محددة، وأكدوا أن جرار البلدية يصل إلى الحي وقد امتلأ بالقمامة، لأن حيهم هو آخر مكان يتم جمع القمامة منه قبل التوجه إلى المكب وكثيراً من الأحيان تسقط منه أكياس قمامة من دون أن يقوم عمال النظافة بإعادتها إلى الجرار.
كذلك واقع النظافة في رويسة المندرة وهو من الأحياء التابعة لمجلس المدينة ليس بأفضل الأحوال، فالقمامة تبقى أياماً من دون ترحيل، لترى أكوام القمامة متكدسة فوق البراميل شبه المهترئة، وقليلة العدد، باعثة الروائح الكريهة ولتكون مكاناً لتجمع الحيوانات الشاردة.
لنقل شكاوى الأهالي تواصلنا مع رئيس مصلحة النظافة في مجلس مدينة صافيتا نزار ملحم الذي أشار إلى أن مصلحة التنظيفات تعتمد بعملها على عمال وسائقي وآليات مجلس المدينة بشكل كلي، حيث تقوم بعملها بشكل يومي من خلال كنس وتجميع وترحيل النفايات من المدينة والأحياء التابعة لمجلس مدينة صافيتا.
مسوغات .. وهروب إلى الأمام
مدير إدارة النفايات الصلبة في محافظة طرطوس وسام عيسى أكد أن معظم الوحدات الإدارية في المحافظة تعاني من نقص وقِدم في الآليات الموجودة لذلك يتم تخصيص آليات نظافة جديدة من قبل الوزارة بشكل سنوي ويتم توزيعها على الوحدات الإدارية وفق الحاجة والأولوية، كما تقوم هذه الوحدات بإصلاح آلياتها من الموازنات الذاتية، ونظراً لنقص الاعتمادات المخصصة للإصلاح في معظم الوحدات الإدارية وارتفاع تكاليف الإصلاح في الوقت الحالي تقوم المحافظة بمنح إعانات دورية لها، سواء أكان من الموازنة المستقلة أم من بنك إعادة الإعمار، مع تشكيل لجنة خاصة للإشراف على إصلاح هذه الآليات وآلية صرف هذه الإعانات.
إضافة إلى العمل على زيادة عدد العمالة عن طريق مسابقة مركزية لتعيين عمال جدد، موضحاً أن هذا الإجراء كان بسبب في تأخير تعيين العمالة، مشيراً إلى أنه تم إجراء مسابقة لهذا العام وننتظر تعيين المقبولين فيها، وبالرغم من ذلك لم يتم تعيين عمال لدى الكثير من الوحدات الإدارية التي تعاني من نقص في العمالة، وهذا بسبب عدم وجود عمال يرغبون بالتعيين لذلك نقوم بترميم هذه الثغرات بمنح هذه الوحدات عقود نظافة موسمية لمدة ثلاثة أشهر من خلال خطة تشغيل المحافظة المصدقة من قبل السيد الوزير وتصدر في الشهر الرابع ويتم من خلالها ترميم النقص وتحسين واقع النظافة.
أما عن موضوع المكبات فقد أوضح عيسى أنه تم إغلاق 62 مكباً عشوائياً وهي تستوعب 80% من نفايات المحافظة وتم ترحيل هذه النفايات بواسطة محطات الترحيل إلى معمل وادي الهدة، أما الوحدات الإدارية المتبقية والتي لديها مكبات عشوائية فيتم حالياً العمل على تخصيص عقارين، إحداهما في مشتى الحلو والكفرون وآخر في منطقة القدموس لإنشاء مطامر صحية وفقاً للمواصفات العالمية من أجل تخفيف العمل على وادي الهدة.
النظافة في مدن المحافظة أفضل من مركزها
ومن أجل إغلاق هذه المكبات العشوائية المتبقية تقوم المحافظة بمنح إعانات دورية لهذه الوحدات الإدارية لتسوية المكبات وطمرها وإنشاء سواتر ترابية لمنع حدوث حرائق وانتشارها في الغابات المجاورة، إضافة إلى تأمين آليات هندسية من القطاع العام والخدمات الفنية أو مديرية النفايات الصلبة من أجل مساعدة الوحدات الإدارية التي تعاني من نقص الإمكانيات اللازمة لاستئجار آليات، كما نحاول تأمين حاويات معدنية وعربات جر من خلال التنسيق مع بعض المنظمات الدولية وتم تأمين بعضها لبلدة الشيخ سعد وأيضاً تم تقديم 50 حاوية معدنية هذا العام لبلدتي الحميدية – وحصين البحر ومتن الساحل.
وبين أنه يتم تخصيص جزء من نظافة المدينة بألا يتجاوز 30% للقطاع الخاص والمتعهدين، مشيراً إلى أنه تم مؤخراً إصلاح الكانسة الكهربائية ووضعها في الشوارع وتتم متابعة إصلاح بعض الآليات أيضاً لتحسين واقع النظافة في المدينة.
تحسن ملحوظ
بدوره أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع المدن المهندس محمد المحمد أن مدن المحافظة شهدت خلال الأسابيع الماضية تحسناً ملحوظاً في النظافة، وبالنسبة لمدينة المركز فتضافرت الجهود من قبل الجهات الرسمية لتقديم الآليات لتعزيل الطرق وإنجاز الحملة البيئية، وأبرز هذه الجهات كانت الخدمات الفنية وشركة الإسكان العسكري والموارد المائية ومديرية النفايات الصلبة وغيرها، وانتشرت الحملة في منطقة الإنشاءات وسوق الهال والمنطقة الصناعية، حيث تم ترحيل ٤٢ قلاباً من النفايات من المنطقة الصناعية،.
وأشار م.المحمد إلى أنه تم إبرام عقد نظافة بين مجلس المدينة ومتعهد خاص للمنطقة الممتدة من حديقة الباسل حتى نهر الغمقة ومن أوتوستراد الثورة حتى أوتوستراد الكورنيش الشرقي ومدة العقد شهران، ويأتي هذا الإجراء لتخفيف الضغط عن عمال مجلس المدينة وتوزيعهم على قطاعات أخرى، منوهاً بأهمية دور المجتمع المدني في موضوع النظافة.
في القدموس… تنظيف المكبات مستمر
في مدينة القدموس كانت المكبات العشوائية منتشرة في أغلب حارات المدينة، بروائحها وحشراتها وجذبها للقطط والكلاب الشاردة.
رئيس مجلس المدينة المهندس طارق عطفة أكد أنه بالتعاون مع مكتب الخدمات الفنية تم تنظيف محطة الترحيل الأساسية في المدينة، وأصبح الموقع جاهزاً للتشجير، كما تم ترحيل مكبين قمامة في حي المدخنة ومكب المستشفى الوطني في المدينة، إضافة لبعض المكبات الفرعية المتراكمة والمنسية منذ سنين تم ترحيلها ومعالجتها، كما تم تعزيل العبارات المطرية وفتحها استعداداً لفصل الشتاء.
أما القرى التابعة لمجلس المدينة وهي 13 قرية، فترحيل القمامة فيها يتم نشره أسبوعي والأهالي ملتزمون بموعد رمي قمامتهم.
وأوضح م.عطفة أن أي عمل نقوم به تعترضه صعوبات، من أهمها قلة المخصصات من المحروقات، وأيضاً الآليات قديمة جداً وبحاجة لصيانة فورية.
في بانياس..
المشهد مختلف
من يقصد مدينة بانياس يلفته نظافة المدينة وخاصة عند مداخلها الرئيسية وشوارعها، وعند سؤالنا ممن صادفناهم بجولتنا عن واقع النظافة في مدينتهم كانت الإجابة شبه موحدة: أيام زمان عانينا الكثير من تراكم القمامة والأوساخ في الحاويات وعلى جوانب الطرقات، أما بقدوم المجلس الحالي ومن الدورة الماضية لمسنا الفرق وبتنا نحمد الله على نظافة المدينة.
وللوقوف على الواقع كما هو التقينا رئيس مجلس المدينة المهندس بشار حمزة فأخبرنا قائلاً: يتألف قسم النظافة في مجلس المدينه من قسمين: قسم نظافة القرى التابعة للمجلس وعددها ١٣ قرية متباعدة حيث يتم ترحيل القمامة من القرى بشكل دائم وشبه يومي وهذا يعود إلى ما يتوافر من المحروقات.
وقسم نظافة المدينة والأحياء التابعة لها حيث يتوزع نحو ٨٠ عاملاً على جميع أحياء المدينة، حيث يتم ترحيل القمامة بواسطة العمال والآليات بشكل يومي، لافتاً إلى وجود ورديه ليلية مؤلفة من عمال موزعة على الشوارع الرئيسة، إضافة إلى سيارة ضاغطة تعمل على إفراغ الحاويات التي تكون قد امتلأت بعد الظهر.
وبين أنه يوجد زمرة مناوبة تعمل يوم الجمعة مؤلفة من عدد من العمال وآلية قمامة، وتعمل هذه الزمرة على جمع القمامة وتنظيف الشوارع الرئيسية لتخفيف الضغط عن يوم السبت بسبب التراكم الزائد أيام العطل، موضحاً أن المجلس يقوم بتعقيم الحاويات بشكل أسبوعي بالمعقمات الخاصة إضافة إلى غسيل سيارات القمامة ٣ مرات أسبوعياً.
في الشيخ بدر.. وفق الإمكانيات المتاحة
يبدو أن مشهد النظافة في مدينة الشيخ بدر تغير نحو الأفضل بالرغم من قلة الإمكانيات المتاحة، إلا أن جهود عمال النظافة رغم قلتهم في مجلس المدينة جعلت المدينة نظيفة وخالية من التراكمات والنفايات.
رئيس مجلس المدينة المهندس محمد غريب أكد تضافر الجهود للحفاظ على نظافة المدينة وخاصة من قبل المجتمع الأهلي الذي يقوم بدور مهم جداً، من خلال التزامه بمواعيد رمي القمامة وقيامهم بوضع حاويات قمامة في أحيائهم على حسابهم الخاص، الأمر الذي أدى إلى تغير المشهد وخلو المدينة من ملوثات النفايات.
وبين أن المجلس مثله مثل غيره من مجالس المدن يعاني من قلة الإمكانيات من نقص في عمال النظافة وقدم الآليات ومشكلة المحروقات، إلا أن تضافر الجهود وتفهم المجتمع الأهلي والمواطنين ساعد كثيراً في إظهار المدينة نظيفة.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى