عبير علي
تحمل روح الأصالة الدمشقية، وزينت قصور الملوك والسلاطين وباتت هديةً وتذكاراً ثميناً لكل زائرٍ الى سورية، إنّها «الموزاييك الدمشقي» الحرفة التي تحدث عنها لصحيفة الثورة الحرفي المبدع زكريا صافي قائلاً : تعد صناعة الموزاييك الدمشقي من أقدم المهن العريقة التي اشتهرت بها مدينة دمشق ولاتزال مرتبطة باسمها حتى الآن، ويُصنع الموزاييك من أجود أنواع الأخشاب «خشب الميس، الجوز، الليمون، الكينا، الورد، الزيتون».
وحول مراحل العمل يقول: «نبدأ بتشريح الأخشاب إلى سماكات هندسية متعددة وتُجمع لنشكل منها نجمة على المقاس المطلوب، ثم نُشرّح النجمة بسماكة معينة وتتم عملية اللصق على الخشب بواسطة الغراء الأحمر، ويتم تنزيل الصدف الهندسي»، وأشار إلى أن هذه المهنة تحتاج إلى إبداع وفن وصبر وحب ومهارة في التزيين والتجميل، وهو ما عمل عليه من خلال تطوير صناعة الموزاييك مثل المكاتب وغرف الاستقبال والكراسي متعددة الأشكال. يقول: «أدخلت على الحرفة عام ٢٠٠٠ الأشكال المنحنية مثل الفازات العملاقة التي يصل طولها إلى مترين ونصف المتر وقطرها ٩٠ سم، وهي موجودة في مول دبي في القاعة الذهبية وتم تقييمها كأكبر فاز في العالم. كما قمت بصناعة الثريات بأشكال متعددة وحصلنا على المركز الأول في هذه الصناعة، وأنجزت مؤخراً صندوقاً مازجت فيه بين الحداثة وعراقة الماضي من خلال إدخال النحاس عليه، ومازلت أعمل على ابتكار أفكار جديدة لتطوير المهنة التي أخذت رواجاً كبيراً وباتت معروفة في جميع في أنحاء العالم».