أعدْ الزهرة إلى السماء ..

الملحق الثقافي- بديع صقور :

قبل أن تفترش أعماق الغابة
وقبل أن تتأهب لغياب محتمل
أعدْ الزهرة إلى السماء .
قبل أن تدخل متاهة الشرق
وفوضى أيامه
توضأ بماء الوحشة
وصلِّ لقيامة الورد .
** **
فوق سرير مائها العذب
وضعتُ زهرة ، وأَعدتُ
بقية الأزهار إلى حضن السماء .
** **
محاولتي فتح أصابع الوقت
لأخذ الجمانة المخبأة في قبضته
باءت بالفشل .
** **
على غصن الهواء علقت سلّتها الطافحة
بالحكايات عن :
النوارس ، والسفن ، وعلي بابا
وتخوم الصين .
** **
الدار على وشك التصدع
جراح الحديقة تنزف
والأزهار في طريقها إلى الذبول
ولا من يكفكف دموع الحورة التي
كسرتها رياح الخريف .
** **
وحيداً أحرس مقابر الريح
وحيداً أسرّح قطعان أحلامي
في سهول الألق .
وحيداً أستر ، بثياب الوهم ،
عري الفصول السابلة .
آه ! . من يشاطرني حمل نعوش الأزهار ؟
من يعيد معي جموع القتلى
إلى مقابرهم
التي أضربوا عن البقاء فيها
خوفاً من الوحشة والبرد ؟
** **
هذي الغربة تسكنني . . تدمي روحي . .
هذا الحزن يحملني إلى سرير رغبته
ويمددني كزهرة ذابلة .
** **
ينهرني صوت الحوذي النزق
السوط يدمي قدميّ
أرمم ذاكرة العشب
يلهب ظهري سوط الحوذي
ويعريني البرد
يرممني شتاء الأيام
وحطامي قصفة برد . .
يُعريني البرد . .
أقترب من ذاكرة الضوء
السنونو يحوم في سقف البراري
ينهرني الحوذي . .
يدي ذابلة لا تقوى على إعادة الزهرة إلى السماء .
** **
تأخذنا الزهرة لمأتم من فقدناهم
على منحدرات الحروب .
تأخذنا الزهرة لمأتمها . .
نغيب خلف حدود الذبول
للزهرة سّرها البسيط :
« الزهرة الذابلة لا تتفتح « .
** **
تأخذني الزهرة لمقام طيرٍ تؤوب من رزق الله . .
تأخذني الزهرة لضفاف النحل
تنكسر جرار العسل
وتذوب الزغردة على شفتيها
ذوبَ الشهد . .
تأخذني لشطآن المنأى
يعوي ذئب
أتطير من شطآن المنأى
يقبضني البحر
ويوقظ راهبة الموج
كي تمنحني البركات .
** **
تأخذني الزهرة . .
طائعاً أمضي كغزال أليف
ترميني على ثغور الحصار .
أخفف الوطء
أشتهي لبن الغيم
فتسّاقط رُطَبُ الطائرات عليّ
لي جني الحروب
واللوز للأمير .
أخفف الوطء
يذبل الصبح في حديقة قلبي
انتبهت وقد فاتني العمر
خطوت على زبد البحر
انكسرت متون موجه العالي .
انتبهت . .
خففت الوطء . .
تكسر حاجز الورد
أخذتني الزهرة للمحطات .
انتبهت . .
تسلل القطار كلص إلى بيت المحطة
وكنا عاريين نلتف فوق السرير
فضحتنا عيون القطار
داهمنا القطار عراة
لم يوقظ الحارسَ العجوزَ صفيرُ القطار .
* *
أخفف الوطء . .
لهاث أجراسها يدق سمعي
وتأخذني الزهرة في غفلة
نخفف الوطء . .
نخوض في نهر الذبول
نغط في سبات الصقيع
يقتحم العري غفلة الخريف
وتنكسر المرايا
وتذوي زهرة النهر . .
يجيء الصوت من غامض الغيب :
لكأنك ركنت بندقيتك في زاوية الصمت ؟ ! !
تمعّن بما فعلته قنابلهم من خراب . .
يبشرونك بالحرية
علّك تهتدي بضوئها إلى قبرك التائه ! !
« خفّف الوطء ما أظن أديم . . « روحك إلا زهرة . .
خفّف الوطء ،
وأعد الزهرة إلى السماء .

العدد 1125 – 20-12-2022

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة