الملحق الثقافي- د. سلوى الحلو:
كنت أترقب رسالته متيقنة أنها ستصل عاجلاً أو آجلاً..فكلي شوق إليه.. ادعيت اللامبالاة وحاولت النوم ولكن دون جدوى…نعم مراسه صعب ولكن عليي أن ألقنه درساً لاينساه…وبينما كنت على هذه الحال أتهيأ لأيّ عراك ولو بالكلمات ….تناهى إلى سمعي تكة صدرت عن جهازي الذي يبدو أنه متحفز مثلي أيضاً … وهذا ماجعلني أقفز من فراشي وأنا أتأرجح مابين الشك واليقين !!!! ..لابد أنها منه… لابد وأن طبعه قد لان ؟؟؟….
نعم إنها هي ….تطلعت إلى حروفها…. لم يشدّني منها إلا كلمة واحده ضربت على أوتار قلبي كأنشودة أزليه —ماما –ياالله ما الذي اعتراني ؟؟؟؟ كثيراً مايناديني…كثيراً ما أسمعها… لمَ لها هذه السطوة ؟؟؟؟ لن أغيّر موقفي … ولكن حين عدت مرة أخرى وقرأتها حفرت في قلبي شوقاً لايقبل العتاب.
أرق ما يمكن للأم التي أضناها التعب أن تسمع، تلوذ بها، تعرف أن الكلمة ليست حروفاً، بل هي وجود، هي فعل كن فيكون، تعرف أن ماما خلاص من أثقال لاحدود لها، الأم موطن بلا شطآن، الأم قارة بلا أدغال، هي نور النور، سلام لك أبني أينما كنت، ماما أزالت ما كان من صدأ الروح.
العدد 1125 – 20-12-2022