ميساء الجردي:
أكدت مديرة السياسات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عواطف حسن على أهمية تقديم التوعية لأصحاب العمل والشركات وإقناعهم بتشغيل أصحاب الإعاقة في بيئة عمل مناسبة وملائمة لهم، وبينت ضرورة تشغيل نسبة من الأشخاص المتمكنين والمدربين في القطاع الخاص كحق من حقوقهم في العمل، ولفتت إلى أهمية التركيز على توفير بيئة عمل تناسب الأشخاص المعوقين من حيث الكود الهندسي للمكان والأبنية، وأن قبول أي شخص من ذوي الإعاقة في سوق العمل لا يكون استناداً على مبدأ خيري بل هو حق وواجب استناداً على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي من ضمن بنودها حقهم في العمل اللائق.
جاء ذلك خلال ورشة تدريب إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل والتي تقيمها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لمناقشة المشكلات التي تواجه عمليات دمج هذه الشريحة في أماكن العمل وطبيعة التدريب اللازمة، إضافة للتعريف بمفاهيم الاستبعاد والفصل والدمج الشامل ومفهوم التصميم الشامل، حيث تضمنت الورشة التي تستمر على مدى يومين جملة من العروض التوضيحية حول الدمج والتنوع والتعريف بمفهوم الإعاقة ولغة التواصل وكيفية المساعدة للوصول إلى فرصة العمل وكذلك آداب الإعاقة، وتعريف بمكان العمل الدامج، والمزايا الاقتصادية لاعتماد الإدماج والحواجز والتحيزات، مع الإشارة إلى التشريعات الوطنية السوية الخاصة بذوي الإعاقة.
وأشارت حسن في هذا إلى أن الورشة تأخذ الجانب التوعوي والتعريفي ويشارك فيها بعض الأشخاص ذوي الإعاقة لكي يتحدثوا عن قصص نجاحهم في مكان العمل، إضافة لعرض التجارب المهمة في هذا المجال، كما تم دعوة العاملين في أقسام الموارد البشرية من عدة شركات مهمة في سورية لحضور الورشة والمشاركة فيها.
وركزت الورشة في غالبية محاورها على تقديم معلومات حول مفهوم الدمج وما المفاهيم الأربعة حول الإعاقة والنماذج العالمية والمقاربات الخاصة بالمعوقين، كما تناولت الاتفاقيات الدولية والقوانين السورية الخاصة بتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة وما هو مكان العمل الدامج، إضافة لمناقشات حول المعتقدات وحقائق تخص هذه الشريحة من المجتمع.
من جانبه أكد نادر النداف اختصاصي علاج فيزيائي في مركز تمكين الشباب ورئيس مجلس إدارة جمعية الحنين للمصابين بالشلل الدماغي على أهمية تقديم أفكار واضحة حول التدريب التي يتلقاه الأشخاص المعوقين لتمكينهم للدخول إلى سوق العمل وخاصة لأصحاب الشركات والمعامل، لافتاً إلى أن الورشة تتضمن التركيز على تدريب هؤلاء، وأهمية تشغيل ذوي الإعاقة لديهم، مع التأكيد على معنى الدمج وخاصة أنهم بالجمعية يعملون على تدريب المعوقين عندم يصل عمرهم إلى 18 سنة في العمل المهني وهناك مشروع خاص بشباب الجمعية.
وبين النداف أن قبول المعوقين بالشلل الدماغي يبدأ من عمر سنة واحدة ولكن التدريب على المهن والحرف المهنية يكون من عمر الثمانية عشر، وقد كان لذلك نتائج مهمة حيث وصل عدد الأشخاص الذين استطاعوا تأمين فرص عمل من ذوي الإعاقة إلى ما يقارب 50% من شباب الجمعية المدربين..