في المشهد الكروي، يتابع اتحاد اللعبةصم أذنيه عن الملاحظات والانتقادات الموجهة له، في موضوع منتخب الرجال، ويصر على انتهاج الصمت المطبق، عما يحدث مع هذا المنتخب من تخبطات وعشوائية، ممزوجة بالكثير من الغموض الذي يثير التساؤلات، ويفتح شهية المنتقدين لإطلاق المزيد من سهام التشكيك بوجود إستراتيجية عمل واضحة المعالم، محددة الأهداف، متوافرة لها جميع الأدوات، ومسخرة لأجلها كل الطاقات!!
باتت أمور منتخبنا الأول لغزاً، لكنه مفتقد للإثارة والتشويق، ولا أحد يعلم ما المطلوب من هذا المنتخب بالضبط، إن كان على مستوى اللاعبين، أم الكادرين الفني والإداري، وكل ما رشح من أخبار ومعلومات يصب في بوتقة البحث عن مدرب أجنبي مناسب، وحتى موعد الظفر به، سيكون الكادر المحلي أمام مهمة ومسؤولية وطنية، لإدارة المنتخب وقيادته في المباريات الودية التي تتاح له بشكل مجاني!!
ثمة مفارقة غريبة عجيبة!! فهذا المنتخب الذي ادعى كادره الفني تجديد عناصره وضخ دماء شابة في عروقه، لم نرَ في الواقع سوى أسماء مستهلكة جاوزت الثلاثين سنة…!! هذا من جهة، ومن جهة أخرى، دار الكثير من الحديث عن تحضير منتخبي الشباب والأولمبي، ليحملا راية المنتخب الأول، في تصفيات كأس العالم ٢٠٢٦، ونهائيات كأس آسيا، فما جدوى منتخب الرجال الحالي، إن لم يكن هو المعوّل عليه في الاستحقاقات المهمة والرسمية؟! ولماذا تُنفق عليه الأموال الطائلة، وتتحمل أندية دوري الدرجة الممتازة تبعات تأجيل وتأخير روزنامة نشاطها المحلي، كرمى لعيون المنتخب الذي يخوض مباريات ودية فحسب؟!!
وضوح الرؤية أولى خطوات البناء الصحيح، ولا يبدو اتحاد كرة القدم ممتلكاً لهذه الرؤية، بل يمكن القول: إنه يسيّر الأمور ويدير دفة السفينة المهترئة، في أي اتجاه كان، حتى لا يُقال إنه لا يعمل!!.
 
	
	
	التالي
 
			