“إلى غير رجعة.. لا ينذكر ولا ينعاد.. هم ونزاح بغمه ونكده ووجعه..”، بهذه الكلمات ودع أصحاب الدخل المحدود عام 2022 المثقل بالهنات والآلام والأحزان والآهات والمنغصات المعيشية والاقتصادية والخدمية التي لم تدغدغ أو حتى تلامس طيلة 12 شهراً الحد الأدنى من آمالهم وأحلامهم وأمنياتهم، التي تم ترحيلها هي الأخرى دفعة واحدة “كما العادة” إلى العام الجديد.
لحظات الوادع “غير المأسوف عليها” كما يصفها أصحاب الدخل المحدود، ليست هي بحد ذاتها بيت القصيد بالنسبة لهم، وإنما ما يؤرقهم ويقض مضاجعهم حالياً، هو ماذا يخبئه ويحمله لهم العام الجديد من قرارات وقوانين وحراك تنفيذي استثنائي غير مسبوق “لا عادي أو روتيني”، يرتقي إلى الوضع الاستثنائي غير المحمود الذي وصلنا إليه جميعاً “أكثر من 90% من المواطنين” نتيجة غياب القرار المناسب في التوقيت المناسب، والحلول البديلة الفورية، والتدخل القوي والسريع، واجتراح الحلول الجذرية لا التخديرية، من أجندة معظم الجهات العامة ذات الصلة المباشرة بالشأن العام أولاً ومن ثم الخاص.
نعم، من حقنا جميعاً إطلاق العنان لآمالنا وأحلامنا، والإفراط في تفاؤلنا بغد اقتصادي مشرق ـ متعاف ـ قوي ـ قادر على رأب الصدع المعيشي الذي أحدثته الحرب الملعونة وتداعياتها الكارثية، وتصويب مؤشر بوصلة العملية الإنتاجية باتجاه المواطن باعتباره البوصلة “كما أكدوا ومازالوا”، بعيداً عن الاجتماعات المكتبية، والخطط الورقية، ووضع الملفات المهمة والعاجلة والضرورية التي لا تحتمل المماطلة أو التأخير “المهم فالأهم” تحت مجهر التنفيذ لا التجريب، ونسف نظرية تدوير الزوايا وترحيل الملفات التي تؤخر ولا تقدم، ووضع حد نهائي لمسلسل تقاذف المسؤوليات وخلق الأعذار والحجج، وصولاً إلى الحلول الجذرية لا الجزئية التي تمكن أصحاب القرار التنفيذي من نقل أصحاب الدخل المحدود من القلة والندرة إلى الوفرة كماً ونوعاً، طبعاً بعد لي عنق غول الأسعار وتقليم مخالبه وكسر أنيابه، والضرب بيد من فولاذ على يد لصوص السوق السوداء، ووأد كل أشكال ومحاولات التهرب الضريبي، وضرب المهربين كما الإرهابيين والمخربين والفاسدين، والتأكيد وللملأ أن عام ٢٠٢٣ هو عام المواطن بامتياز.. عام الطاقات المتجددة والوصل الدائم للتيار دون انقطاع .. عام الزراعة والصناعة والاستثمار.. عام تدفق الواردات النفطية دون تأخير.. عام التسعير العادل .. عام الأسواق الخالية من الحيتان .. عام الرواتب والأجور والتعويضات المنطقية .. عام الانفراجات والنقلات النوعية .
عام مختلف عن أعوام 2022 و2021 و….. 2011 ولا يمت له بصلة لا من قريب ولا حتى من بعيد.
التالي