هي دمشق تعري من سبق وتلطى بأوراق التوت، وتفضح شماعة حقوق الإنسان المهترئة، فكل ما جرى ولايزال يجري على أراضيها من تآمر كوني، واحتلال أميركي غير شرعي، ونهب لثرواتها، ومقدراتها النفطية والغازية، وكل ما تتصدى له دفاعاتها الجوية، ومضاداتها الأرضية من اعتداءات إسرائيلية غاشمة، كشف المستور، وأسدل الستار عن مسرحيات النفاق الدولية، وهيستيريا البكاء المأجور.
لا مكان للمناورة بعد الآن.. فالمجتمع الدولي بتلونه السياسي والدبلوماسي، يبدو بتشوهاته اللا أخلاقية أكثر وضوحاً اليوم، فلا هو في سبات عميق، ولا هو في تعامٍٍٍ ممنهج، بل هو بكامل إرادته، ولكنه لا يريد أن يحرك ساكناً، طالما أن الموضوع يخص سورية، أرضاً، وشعباً، وجيشاً، ومقدرات.
عندما يستهدف الكيان الصهيوني الغاصب عن سابق تصميم وترصد أراضي ومطارات الدولة السورية بغارات همجية، ويوقع في بناها التحتية خسائر مادية، فضلاً عن كونه يمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السوري، فإنه بذلك يخرق كل القوانين، والاتفاقيات الدولية، بل إنه يقدم نفسه، وبالأدلة الموثقة، بالصوت والصورة، على أنه مجرم حرب طليق، لا بد من لجمه ومحاسبته، ولكن أين هذا المجتمع الدولي الذي سيحاسبه؟!، وما الذي يعرقله عن الاضطلاع بمسؤولياته؟!، وأين هو مجلس الأمن الدولي من ذلك كله؟!، ولماذا لا يتم تفعيل البند السابع الذي لطالما صُدعت رؤوسنا به خلال السنوات الماضية.
للأسف فإن هذا المجتمع الدولي تحول من منصة دولية لإحقاق الحقوق المشروعة، وإعادة المغتصبة منها لأصحابها الحقيقيين، إلى أداة مسيسة تتحرك حسب بوصلة سيدها الأميركي، والغربي، ومعه الصهيوني، فالقاتل يكون قاتلاً فقط، ويستحق المحاسبة، وربما السوق إلى لاهاي أيضاً، إذا أرادت أمريكا وأنظمتها الإرهابية المنقادة ذلك، حتى لو كان بريئاً وكل التهم الموجهة له محض أكاذيب وافتراء، بينما كل ما يرتكبه الأميركي شخصياً، أو حتى الصهيوني بحق السوريين، فهو وفق الأجندة الدولية مجرد هلوسات، أو تضخيم لأحداث لا وجود لها في الواقع حسب الرواية الهوليودية الملفقة.
سورية لن تنتظر من يعيد لها حقوقها، فهي وبهمة حماة الديار، وإرادتهم التي لا ولن تعرف انكساراً، وبمساعدة حلفائها على الأرض، ستلقن كل من توهم أن بمقدوره استنزافها، أو سلبها لاءاتها الثابتة والمحورية، درساً لن ينساه.