الولايات المتحدة تجري محادثات مع كوريا الجنوبية لإجراء مناورات نووية مشتركة في شبه الجزيرة الكورية، وفق ما أكده الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول، فيما أكد رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، أن واشنطن تقوم بتشكيل “نسخة آسيوية من الناتو” تحت ذريعة تعزيز تحالفها مع طوكيو وسيؤول، بهدف رفع منسوب الضغط على بيونغ يانغ.
على التوازي ترفع إدارة بايدن سقوف التصادم عالياً مع روسيا من خلال تأجيج نيران الحرب في أوكرانيا، وتزيد من حدة الاشتباك السياسي مع الصين عبر البوابة التايوانية، وتمارس في الوقت ذاته سياسة الضغوط القصوى بحق إيران لانتزاع حقوقها من الاتفاق النووي، وكذلك تصعد نهج العقوبات ضد الدول الرافضة للانضواء تحت عباءتها، وكل ذلك قد يدفع العالم للانزلاق نحو حرب شاملة تهدد الأمن العالمي برمته.
الولايات المتحدة تشعل الحروب على الساحة الدولية، ولا يهمها الفوز أو الخسارة طالما أن تلك الحروب خارج أراضيها، ولا يهمها أيضاً عدد ضحايا تلك الحروب، وما تخلفه من خراب ودمار، يهمها فقط الأرباح التي تحققها شركات السلاح الأمريكية من جراء تلك الحروب، حتى أنها سرعان ما تتخلى عن مصالح حلفائها، وتدير لهم الظهر، من أجل الحفاظ على مصالحها الاستعمارية، وتثبيت مكانتها القيادية على الساحة العالمية، فهذه هي السياسة الأميركية.
الإدارة الأميركية – ومن خلفها أتباعها الأوروبيون- لم تترك أمام روسيا والصين، أو كوريا الديمقراطية وإيران، سوى خيار المواجهة، بعدما أغلقت كل أبواب الدبلوماسية والحوار، وهي تعمد لفتح جبهات صراع على النفوذ الدولي، قد تصل لحد المواجهة العسكرية بحال غرقت أكثر في حساباتها الخاطئة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة اختارت طريق المواجهة، ولكنها عاجزة عن ضمان أن تكون النتائج في مصلحتها، فسيرورة الأحداث تؤكد أنها لن تستطيع تكريس قواعد الهيمنة إلى ما لا نهاية، ولن يكون بمقدورها تغيير مسار التوازنات الدولية لصالحها، فثمة نظام عالمي متعدد الأقطاب يتشكل اليوم، وهذا النظام الجديد الذي تقوده الدول المحبة للسلام، كفيل بوضع حد للجموح الأميركي نحو السيطرة على العالم، وبمقدوره تثبيت الأمن والسلام الدوليين.