ثورة أون لاين:
كشف الدكتور محمد السيد أحمد أستاذ علم الاجتماع السياسي ورئيس الاتصال السياسي بالحزب الناصري القومي في كتابه الصادر عن دار الكتب المصرية في العاصمة المصرية القاهرة بعنوان " المتلاعبون بأمن سورية .. هيهات أن ينتصر إرهابكم على قلب عروبتنا " عن حجم الاستهداف الممنهج الذي تشنه قوى الشر والعدوان على سورية في حربها التي تجاوزت جميع الاعتبارات لتعدد المشاركين فيها من مخططين وداعمين وممولين ومرتزقة وأدوات دموية مؤكدا ً أن المؤامرة الكبرى التي تتعرض لها تستهدف أمنها واستقرارها وتفتيت وحدتها وتقسيمها وفقا للمشروع الامبريالي الصهيوني المتحالف مع الرجعية العربية وتركيا وقوى الشر متمثلة بجماعات الإرهاب الظلامي والتي تسمى تجاوزاً جماعات الإسلام السياسي .
لكن واقع الحال في سورية سوف يكرس حتمية انتصار الإنسان والوطن السوري على كل المتلاعبين بأمنه واستقراره.
ويضيف السيد أحمد في كتابه الذي أهداه للشعب السوري على صموده وللجيش العربي السوري على بسالته وللسيد الرئيس بشار السد لتحمله المسؤولية كاملة بشجاعة وشرف وإلى كل مواطن عربي شريف قرر أن يقف بجانب سورية في محنتها إيمانا منه بأن سورية كانت وستبقى قلب العروبة النابض ، وإلى روح كل شهداء سورية والعروبة ..
" لقد اعتقد المتلاعبون بأمن سورية أن باستطاعتهم تحقيق مخططاتهم التخريبية خلال أيام ، كما حدث في دول أخرى هوت فيها عروش الحكام التابعين بعد أن رفعت الامبريالية الغطاء عنهم آتية بأناس ينفذون لها مصالحها وغن تغيرت الوجوه الجرداء ونبت لها لحى.
أما الشعب السوري المقاوم فقد خرجت جماهيره في كل شارع وساحة منددة بالمؤامرة التي تحاك ضد الوطن السوري داعمة النظام السياسي القائم واضعة ثقتها بقيادتها ونهجها الحكيم في الداخل والخارج وهنا بدأت الامبريالية العالمية بوضع مخططات أخرى لخلق حالة من اللاستقرار مستخدمة كل أدواتها وآلياتها القذرة من أجل تحقيق أهدافها في تقسيم سورية والقضاء على مشروعها المعادي لأمريكا وإسرائيل" .
الإعلام والمال وغسل الأدمغة
يقول السيد أحمد : لقد بدأ التلاعب عن طريق الإعلام الذي كانت مهمته الأساسية تشكيل نوع من الرأي العام من خلال الترويج والتزييف وغسل الأدمغة بأن هناك ثورة في سورية وان هناك ملايين من الشعب السوري خرجوا بمطالب محقة مثلما خرج أهل مصر وتونس مطالبين بالعيش بحرية وعدالة اجتماعية وزاد الإعلام بالترويج أن الآلة العسكرية للنظام تحاول تكميم الأفواه وإبادة الثوار كما فعل نظام مبارك وابن علي ، لكن هذا الجنرال الإعلام المزيف والمأجور والخائن والعميل والممثل بقناتي الجزيرة والعربية فشل في تنفيذ دوره ، حيث تمكن الإعلام السوري بإمكاناته المحدودة ومعه الإعلام العربي المقاوم من مواجهة هذه الآلة الإعلامية الجبارة وتم كشف زيف وتضليل أدوات الإعلام المضلل ، إلا انه بقي حتى اللحظة يحاول العبث بأمن سورية كأحد أهم أدوات المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة .
اللاعب الآخر هو الجنرال المال والممثل بأموال النفط الحرام والبالغ مليارات الدولارات التي دفعتها السعودية وقطر لشراء ذمم بعض النفوس والذين قاموا بالتحرك من اجل استقطاب المزيد من الأتباع خاصة في المناطق الدودية وأطراف المدن وإغرائهم بالمال ودعوتهم للجهاد باسم الدين والدين منهم براء ، كما قام الجنرال مال باستقطاب المعارضين غير الوطنيين المقيمين بالخارج كي يخوضوا معركتهم لتدمير سورية من الخارج واستدعاء التدخل الأجنبي ، فتم تشكيل مجلس اسطنبول الذي سرعان ما تم استبداله بما سمي ائتلاف الدوحة .
الجنرال مال لعب دورا أخطر بمساهمته المباشرة بسفك دم السوريين وتدمير منجزاتهم وبناهم التحتية من خلال تزويد المرتزقة بالسلاح لتهديد أمن سورية ومازال هذا الجنرال أحد أهم أركان الحرب الكونية على سورية .
الطائفية والإرهاب من وجوه المؤامرة
الجنرال الثالث كان الطائفية الذي شكل ثنوية قذرة مع الجنرال إعلام ممولا بالجنرال مال لبث روح الفتنة في الجسد السوري مستعينا بالفتاوى المسمومة لمشايخ الفتنة والعار لكن التنوع العرقي والطائفي الجميل في سورية كان بمثابة السد في وجه هذه المؤامرة القذرة مثبتا وحدة الشعب واستحالة تفرقة السوريين لكن هذا الجنرال مازال متمسكا بمشروعه أما الجنرال القادم فقد أطلقته المنظمات الإقليمية والدولية التي لعبت ولازالت دورا كأحد أهم وأدوات أركان هذه الحرب على سورية منذ بدايتها قبل ما يزيد على ثلاث سنوات .
آخر ورقة يلعب بها المتآمرون
ويتابع الكاتب حديثه بالقول :
" وفي ظل هذه الحرب الكونية على سورية ولعلة وجود حدود متعددة وطويلة مع جيرانها تم استخدام الحدود في كلا الاتجاهين كأحد أدوات المعركة ضد الدولة السورية بحيث يتم افتعال أزمات إنسانية داخل سورية تؤدي إلى تهجير الناس ليتم تهريب المسلحين وتزويدهم بالسلاح . وما زال هذا الجنرال يحاول استخدام هذه الورقة تحت مسميات عدة أسقطها صمود السوريين وبواسل الجيش العربي السوري .
وفي ظل فشل الجنرالات السابقة كان لابد من استقدام الجنرال إرهاب كآخر ورقة يلعب بها المتآمرون على سورية . ومع كل ذلك ما زال الشعب السوري جيشا وقيادة يخوض معركة الشرف ضد كل هذه الأدوات والوسائل وخاصة معركتهم ضد الإرهاب الذي تطلب تضحيات كبيرة من دماء الأبرياء والقدرات السورية، لكن السوريين بتماسكهم ووحدتهم وإيمانهم بقيادتهم والوقوف خلف الجيش والقائد وحده الكفيل بخروج سورية منتصرة من محنتها".
الإيمان بحتمية انتصار سورية المقاومة
ويختم الدكتور محمد السيد أحمد مقدمة كتابه ليقول :
"إن الكتاب الذي أتشرف بتقديمه للقارئ العربي الآن ينطلق من رؤية منحازة انحيازا مطلقا للمشروع القومي العروبي
المقاوم في مواجهة المشروع الأعرابي المساوم والذي يسعى إلى تفتيت الوطن وتجزئته وفقا لمشروع الشرق الوسط الجديد أو ما يطلق عليه سايكس بيكو2 والذي يستخدم فيه عدونا أدوات عديدة أطلقت عليها اصطلاحا اسم جنرالات من أجل القضاء على سورية ومحور المقاومة الحامي للحق العربي في استرجاع المحتل من أراضينا المغتصبة .
إن الإيمان بحتمية انتصار سورية المقاومة ، سورية قلب العروبة النابض والإيمان بمشروعها القومي العربي هو ذاته الإيمان بضرورة كتابة شيء يوثق الانتصار ويؤرخ له لأن الأمن والآمان سيعود لسورية كما لأنها ستقود المشروع المقاوم حتى النصر" .
ويخاطب الدكتور السيد أحمد أركان المؤامرة والحرب الكونية على سورية فيقول : " أود أن أؤكد لكل عربي شريف أن سورية لا تخوض معركتها للدفاع عن أراضيها وشرفها وكرامتها وحدها لكنها تخوض معركة الأمة دفاعا عن شرف كل مواطن عربي يريد أن يعيش آمنا على أرضه وداخل وطنه من كل قوى الإرهاب العالمي التي تضرب اليوم سورية التي ستنتصر وسينتصر مشروعها القومي العروبي وهيهات ان ينتصر إرهابكم على قلب عروبتنا .
الكتاب " المتلاعبون بأمن سورية " جاء بحدود 200 صفحة من القطع العادي وقد فصله الكاتب على سبعة فصول جعل أولها بعنوان : الإخوان المسلمون ـ إخوان الإرهاب ـ علاقة الإخوان بالإرهاب ودورها التخريبي في سورية بالأزمة الراهنة والفصل الثاني بعنوان تيار المستقبل والسلفيون الجدد أما الفصل الثالث فحديث مفصل عن الوهابية مصدر الإرهاب ودور المال السعودي والفتاوى السعودية وخدعة الجهاد . كما تناول الفصل الرابع دور مشيخة قطر وإعلامها في تنفيذ أجندة التخريب للوطن السوري .وأفرد لتركيا العدالة والتنمية وأردوغان الفصل الخامس وتحدث عن الدور الصهيوني والإسرائيلي في دعم الإرهاب داخل سورية ليختم الفصل السابع بعنوان : بؤس الإرهاب وانتصار الوعي الوطني محللا فيه خطاب السيد الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة في سورية.
وبعد المصادر ومراجع البحث أضاف ملحقا مصورا للمجازر الإرهابية ضد المدنيين والجيش في سورية مع شرح توضيحي لكل صورة .
الكتاب جدير بالقراءة والاقتناء فهو وثيقة من عربي قومي مقاوم أراد تقديم رؤيته لمعاناة السوريين مع تداعيات الحرب الكونية المخطط لها أمريكيا وصهيونيا وأوروبيا والممولة عربيا وما لديهم من قوى إعلامية ضاغطة مع تفصيل هادئ لحتمية انتصار السوريين
بشار الحجلي