فؤاد مسعد
لدى استقبال العام الجديد يحمل كل منا أمنيات متنوعة آملاً تحقيقها، ربما تكون في أغلبها مكررة من أعوام سابقة ولاتزال برسم التأجيل، وأحياناً تزداد وتتكاثر لعلها تجد الصدى وآليات تحقيق وإن جزء منها، وتطال في مضمونها مختلف مناحي الحياة بما فيها الحراك الإنساني والثقافي والفني.
من تلك الأمنيات الانتقال في عملية الإنتاج الدرامي من حالة المشاريع الفردية المتفرقة إلى حالة تحمل روحاً مؤسساتية بحيث توضع الخطط ذات البعد المستقبلي سعياً لبناء مشروع درامي وطني يحمل على عاتقه حلحلة العقد التي تعترض العملية الإنتاجية والتسويقية، مما يساهم في ترسيخ عادات وتقاليد فنية وإنتاجية ترتقي بالإنتاج إلى مستوى يصل فيه إلى مرحلة الصناعة الدرامية التلفزيونية .. ومن الأهمية بمكان فتح شركات إنتاجية موسيقية وفنية تدعم المطربين والموسيقيين الحقيقيين، وإنشاء مدينة إعلامية تضم استديوهات مجهزة بأفضل التقنيات قادرة على استقطاب الاستثمارات العربية.
ومن الأمنيات أيضاً زرع التواضع في قلوب الفنانين «متواضعي الموهبة» الذين ظنوا أن التكبر والانتفاخ هما سمة النجومية !!. وكسر حالة احتكار الأدوار لصالح عدد معين من الفنانين وإعطاء الفرص للموهوبين، وتوزيع الأدوار على الممثلين بالعدل ومنح كل ممثل الشخصية التي تناسبه في العمل الدرامي بعيداً عن منطق الشللية والمحسوبيات .. وإنصاف الفنانين المتقاعدين والنظر بعين الحب والوفاء إلى فنانين مسنين أعطوا من حياتهم وروحهم الكثير للارتقاء بالفن، والعمل على متابعة حالتهم الصحية ووضعهم المعيشي ليكونوا في (كبرتهم) مطمئنين لا يحملون هم ثمن الدواء على أقل تقدير.
مما لا شك أن الأمنيات كثيرة وما تم ذكره غيض من فيض، إلا أن تحقيقها يبقى بيد أصحابها وليس عطية تهبط من السماء فجأة، فهل نبقى جالسين بجانب المدفأة ننتظر الهدايا التي سيمطرها بابا نويل من المدخنة أم نصنع نحن هدايانا بأنفسنا ونخرج إلى أفق أرحب نجترح فيه الحلول التي تناسب قضايانا وهمومنا ؟..
السابق
التالي