الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
وجدت الإدارات المتعاقبة لمستشفى الباسل التخصصي بكرم اللوز نفسها في مواقف صعبة, تتجلى بتأمين الخدمات الطبية للمراجعين بالرغم من أن المبنى لم يكن مهيأ ليكون مستشفى، وإنما تم تحويله إلى مستشفى بسبب تضرر 60% من القطاع الصحي في مدينة حمص وخروج أغلب المستشفيات والمراكز الصحية من الخدمة خلال سنوات الحرب الإرهابية الشرسة على سورية. وبعد العمل على توسيع مبنى العيادات الشاملة ليصبح مستشفى بوضعه الحالي, استطاع أن يلبي حاجة المراجعين، لكن تبقى بعض الهنّات الموجودة والمعوقة للعمل لأنه يشهد إقبالاً منقطع النظير، بما يقارب الـ600 مراجع في اليوم الواحد، كما عرفنا من مديره الحالي الدكتور أيمن محرز، حيث يبذل الكادر الطبي أقصى طاقاته لكن هذا الكادر لا يستطيع تأمين الأدوية اللازمة والمستلزمات المطلوبة، وهي مهمة وزارة الصحة في رتق الفجوة الكبيرة الناتجة عن كثرة المراجعين وعدم تأمين أدنى المتطلبات للمستشفى.
شكاوى المراجعين
اشتكى شاب يرافق والدته لتلقي الجرعات من عدم توافر بعض أنواع الأدوية في قسم أمراض الدم في المستشفى، ما يجعله يلجأ إلى القطاع الخاص لتأمينها، وهي مرتفعة الثمن بينما تتوافر الأدوية ذاتها في محافظات أخرى كدمشق- على سبيل المثال لا الحصر- ولا يقف الأمر عند هذا الحد حيث يُطلب منه شراء السيرنكات وجهاز السيروم وغيرها من المستلزمات البسيطة. كما عرفنا من سيدة راجعت المستشفى أنها اضطرت لشراء جميع الأدوية التي وصفها لها الطبيب المعالج من خارج المستشفى، بينما ذكرت أخرى أدخلت طفليها المستشفى بسبب إصابتهما بالتهاب قصبات حاد أنها اشترت جميع الأدوية من خارج المستشفى، وقالت شابة تعرضت لعضة كلب شارد: إنها راجعت المستشفى لتلقي العلاج المناسب المتضمن لقاح الكلَب لكنهم أخبروها أن اللقاح غير موجود، وعليها أن تشتريه من القطاع الخاص وهو مكلف جداً.
توسيع المستشفى
ذكر مدير المستشفى الدكتور أيمن محرز أن البناء كان عبارة عن طابقين فقط، وتم توسيعه ببناء ثلاثة طوابق إضافية وملحق حتى أصبح بسعة 107 أسرّة، ويضم جميع الأقسام التخصصية، كالجراحة العامة والنسائية والعظمية والبولية والعصبية والعظمية والهضمية وقسم خاص بالأطفال وقسم غسيل الكِلى وقسم الأورام، إضافة إلى العيادات الخارجية والإسعاف والمخبر، وقسم التصوير الشعاعي الذي يشهد ازدحاماً كبيراً بالرغم من تشغيل قسم التصوير في المستشفى الوطني القديم، وذلك لأنه يتم إعطاء المادة الظليلة المطلوبة لإجراء التصوير الطبقي المحوري مجاناً في مستشفى الباسل حيث يتجاوز سعرها الـ 100 ألف ليرة سورية.
نقص في الكادر الطبي
أما بخصوص الكادر الطبي العامل في المستشفى من عناصر تمريض وأطباء فقال الدكتور أيمن: يعاني المستشفى من نقص في عناصر التمريض، وذلك بسبب سفر عدد كبير منهم خارج القطر، واستقالة البعض الآخر والتنقلات الدائمة, ومقتضيات التوزيع الجغرافي على المراكز الصحية والمستشفيات في المحافظة للخريجين الجدد. وأضاف د. محرز: لا يوجد نقص في عدد الأطباء سواء كانوا مقيمين أو اختصاصيين إلا في قسمي الأشعة والكلية، ومستقبلاً سنحتاج لأطباء تخدير بسبب انتهاء خدمة البعض وعدم وجود البديل.
توفر الأدوية بين بيْن
ورداً على سؤالنا بخصوص توافر الأدوية المطلوبة عامة لبعض الأقسام والأدوية النوعية لأقسام أخرى قال محرز: تكون الأدوية متوافرة أحياناً وغير متوافرة في أحيان أخرى, وذلك بحسب الطلبيات التي تلبيها الوزارة, ولقاح مرض الكلب غير موجود في المحافظة سواء في العام أو الخاص، وحين يتوافر نعطيه لأي مراجع للقسم، وكذلك بالنسبة إلى أدوية الأورام هناك أنواع متوافرة وأخرى غير متوافرة, والموضوع ليس بيدنا وإنما متعلق بالوزارة. ونستطيع القول: إن نقص المواد حالة عامة على مستوى الوزارة, لكن مستلزمات العمليات الجراحية متوافرة لدينا دائماً، وبعض الأدوية تكون متوافرة خلال الفترة الصباحية وغير متوافرة في فترة ما بعد الظهيرة بسبب آلية إحضارها من المستودع المركزي. وأشار الدكتور محرز إلى الازدحام الشديد وارتفاع أعداد المراجعين, حيث يتجاوز عددهم الـ80 ألف مراجع في الشهر, وهو عدد كبير جداً مقارنة بما هو متوافر لدينا في الظروف الحالية، ولاسيما إذا أردنا تقديم الخدمات الطبية اللازمة لجميع المراجعين سواء في قسم الإسعاف أو للمقيمين منهم ..!!
الخدمات بالأرقام
وعن خدمات المستشفى خلال العام المنصرم قال د.محرز: بلغ عدد الخدمات المقدمة حتى نهاية شهر تشرين الثاني من العام الماضي 772937 خدمة طبية مجانية لمراجعين بلغ عددهم 224980, كما بلغت خدمات قسم الإسعاف 83525 خدمة إسعافية, و421234 تحليلاً مخبرياً, وفي قسم الأشعة تم إجراء 31932 صورة شعاعية, و11242 صورة طبقي محوري, و619 صورة ماموغراف, و15370 صورة إيكو. أما العمليات الجراحية التي أجريت ومن جميع الاختصاصات فبلغت 5109 عملية «جراحة عامة- نسائية- عظمية- عصبية- فكية- أذنية وبولية», وفي قسم غسيل الكلى تم إجراء 5750 جلسة غسيل, وعدد المرضى المراجعين للقسم 896 مريضاً, وفي قسم الأطفال قدم قسم الحواضن 746 خدمة, و763 خدمة في قسم العناية القلبية, و306 خدمة في قسم الصدرية, وبلغ عدد المرضى المراجعين للقسم 3648 مريضاً, و906 خدمات في قسم العناية المشددة, و5509 خدمة في قسم أمراض الدم وكذلك عدد المرضى, وبلغ عدد الخدمات المقدمة في قسم التوليد 1379 خدمة وعدد المرضى المراجعين 803 مريضة, أما عمليات التنظير الهضمي فكانت 268 عملية , وعدد المراجعين للعيادة الهضمية 4180 مريضاً.
أجهزة جديدة
وأشار مدير المستشفى إلى أنه وبهدف تحسين مستوى الخدمات الطبية والرعاية الصحية وتقديمها لأكبر عدد من المرضى والمراجعين تم إعادة تنظيم وصيانة قسم الإسعاف مع تجهيز غرفة إقامة مؤقتة ضمنه، كما تمت إعادة هيكلة عدد من أقسام المستشفى وجمع بعض الخدمات مع بعضها ليسهل على المرضى والمراجعين تلقي تلك الخدمات بالشكل الأمثل. كما رفدت مديرية الصحة المستشفى بالعديد من الأجهزة الطبية مثل جهاز تخدير عدد 2, وإيكو ثنائي الأبعاد ودوبلر عدد 1 , وجهاز مشرط كهربائي عدد 2 , وأجهزة مونيتور مراقبة قلبية عدد 4 , وجهاز غسيل كلية عدد 1, وجهاز أشعة لكرسي الأسنان عدد 2 , وتم تفعيل العمل بجهاز تنظير القصبات الليفي المرن الذي يمكن الأطباء من تقييم سلامة الطريق الهوائي والرئتين للمرضى.