مع بداية كل عام يتسابق المنجمون الفلكيون بالظهور على شاشات التلفزيون لتبدأ حفلات توقعات التنجيم حول الأوضاع .. وخاصة في البلدان التي تعاني من أزمات سياسية أو اقتصادية ..
البعض يأخذ تلك التوقعات على محمل الجد وخاصة إذا كانت تتوافق مع أهوائهم أو تمنياتهم..
نحن هنا قد نتوافق أو نختلف حول طبيعة هؤلاء المنجمين .. وأهدافهم العلنية والمبطنة .. ولسنا في وارد التقييم أو النقد العلني.. فلكل إنسان خصوصياته ومبادئه.. والحرية الشخصية تقتضي عدم الغوص في تفاصيل هذه العملية المعقدة.
أما أن ينتقل التنجيم إلى ردهات ومكاتب المحللين الاقتصاديين أو السياسيين وعلى شاشات التلفزة أو صفحات التواصل الاجتماعي وبث توقعات قد تكون لا تتوافق مع الواقع فهذا بالتأكيد سلاح ذو حدين ..
قد يكون المحلل الاقتصادي أو السياسي نيته صافية ويعمل على بث التفاؤل في الشارع ..
ولكن .. إذا كذبت التوقعات وزاد الوضع سوءاً فهذا يؤدي إلى مزيد من الإحباط .. وترسيخ تعميق انعدام الثقة .. “المهزوزة أصلاً” ..
سورية التي تتعرض لأشرس حرب إرهابية سياسية وإعلامية واقتصادية وعسكرية منذ أكثر من أحد عشر عاماً تدرك أن العمل والاعتماد على الذات من خلال تحقيق معادلة الاكتفاء الذاتي هو المعيار الأساسي للخروج من الأزمة بأقل الخسائر..
نحن لا نؤمن بالتنجيم.. ولا نركض وراء التوقعات الخلبية..
في سورية تعلمنا أن المقاومة والعمل هما حجر الأساس للحفاظ على الوحدة والسيادة .. وهذا يكون أيضاً من خلال الإدارة العاقلة التي تكون على مستوى المسؤوليات من خلال خلايا أزمة مستنفرة على مدار الساعة من أجل ضبط الحالات الشاذة المنتشرة في مجتمعنا والتي كانت الأزمة وراء “نشوتها”..
نعم معظم مشاكلنا الاقتصادية جاءت جراء الإرهاب المتعدد الأبعاد .. ولكن أيضاً النفوس الضعيفة وأمراء الحرب ساهموا في استفحال الحالة..