ليس من المستحيل صناعة ثقافة كروية عندنا كالتي في البرازيل، لطالما أن ٩٩ في المئة من شبابنا الصغار يعشقون كرة القدم ويتربون عليها، حتى أنهم يبحثون عنها في حارة مغلقة وتتوعدهم أم فلان بتمزيق كرتهم ويغضب أبو فلان لأنهم أزعجوه وقت قيلولته!!.
هكذا كنا في التسعينيات، ثم صارت بعد ذلك متنفسات لكرة القدم، وتم استغلال كل (خرابة) كملعب ذاتي الصنع وفيما كان يظهر على شواطىء البرازيل نجم كروي يستعرض مهاراته ومواهبه ويتم احتواؤه بسرعة من قبل صيادي المواهب، وفيما كان يتم احتضان نجم كروي في أوروبا ورعايته على ملاعب فخمة وأكاديميات متحضرة للغاية فإن نجم الحارات الشعبية والساحات كان يأفل من دون أن يجد من يستثمره للصالح العام!!
حتى بات الصراع الكروي يوصف في العالم اليوم يدخل في باب المنافسات على أكثر من صعيد ، فأميركا الجنوبية بدأت تقترب رويداً رويداً من تقاسم كأس العالم مع أوروبا المتفوقة.
آسيا وصلت لمراحل متقدمة أيضاً وأفريقيا كذلك لكننا منذ عقود نتوق للمشاركة ولو لمرة في كأس العالم، ولم نحصل على هذه المتعة برغم أننا نمتلك جيشاً من لاعبي كرة القدم الموهوبين ونحن خزان مواهب نوزعها على الدول المجاورة.
مايحدث هو أننا نسقط مواهبنا الكروية بعدم الرعاية والاهتمام فيلتقطها غيرنا، يلتقطون منا نجوماً كباراً يرصعون بها سماواتهم، ونحن نعيش تحت سماء بلا نجوم، لماذا؟، لأننا في أمثالنا نقول: (الساقط للاقط)!!.

السابق