في عتمة التوقيت الشتوي تخطفك عقارب الساعة في غير اتجاه إذ يخونك المشهد وأنت الناظر إلى شقوق الضوء من النوافذ الباهتة.
بعيداً عن التقييم ودوافع عدم تأخير الساعة ستين دقيقة حسب المعتاد ووفق التقويم العالمي لسنوات طوال.
من الصعب توصيف حالة الناس والعباد وهم يتسابقون باكراً ويتقاسمون الهموم التي فرضتها إيقاعات متعددة للخذلان والخيبة.
لقد ضاعف ضغط الوقت مع هموم الأبناء ومتطلبات الحياة القاسية من التوتر والقلق والحالة النفسية عند الفرد والأسرة السورية إذ ما إن يستيقظ المرء وفقاً للساعة البيولوجية، وينظر للفضاء الخارجي حتى يكون موعد الاستنفار والتهيئة قبل أن تنبلج خيوط الفجر ببعض الضياء.
صور الحركة تثير الشفقة لمن تتطلب أعمالهم الخروج باكراً مابين السادسة والسابعة صباحاً وخاصة أيام الضباب وتلبد السماء بالغيوم، حيث تنوس الرؤية البصرية داخل المنازل، لتتصل مع كشافات أجهزة الموبايلات لرجال وشباب وسيدات بالكاد يدفشن عربيات أبنائهن، والبعض الآخر يحملنهم في خطوات بطيئة متثاقلة خوفاً من التعثر بحفرة هنا وهناك نظراً لضبابية الرؤية.
لعله إرباك حقيقي لفسحة الوقت التي كانت تعدل المزاج للأسرة السورية بتوقيتها الشتوي نظراً لبعض المرونة في استثمار الوقت لحين موعد خروج الموظفين والطلاب من منازلهم وهم يبصرون الزوايا والطرقات.
لا ندري ما الحكمة من الإبقاء على روزنامة الوقت دون تعديل على عقارب شتائها الذي يخفت ضياؤه ويزيد من عتمة البصر والبصيرة في ظل انقطاع كبير للكهرباء.. وبالتالي ما فائدة الكحل بعد الرمد؟وإن كان الرمد أفضل من العمى.