فؤاد مسعد:
كما يصل المستمع إلى حالة السلطنة لدى سماعه أغنية بالغة الجمال، كذلك الأمر عند مشاهدة لوحة فنية تمتلك سمات رسم الدهشة على وجه المتلقي ودفعه للوصول إلى حالة السلطنة لدى مشاهدتها، ويتكرر الأمر نفسه مع لوحة بعنوان «سورية» قدمها الفنان التشكيلي أيمن الدقر نهاية العام الماضي، مؤكداً في حديثه لصحيفة الثورة.. أن لوحاته كلها اسمها سورية والتي يقصد بها منطقة «سورية والعراق والأردن وفلسطين» . عن اللوحة يقول : «تجد فيها آثاراً آشورية ونقشاً إسلامياً إضافة إلى الجو الكنسي عبر اللون الذي تلمس فيه الرهبة والخشوع والإضاءة، هي قوة الظل والنور التي تنتج تضاداً بصرياً يجذب نظر المشاهد، كما أن هناك القماش السومري والبابلي والدمشقي»، وحول الزينة والحلي فوق الرأس يشير إلى أن قسماً منها سومري وقسم تدمري ويضاف إليها عقد الخرز الدمشقي .
حول حرصه جمع هذه العناصر كلها في اللوحة يقول : «من يراها يشعر أنني أعطيها الجو السوري القديم، محاولاً أن أوالف بين هذه الأمور كلها وأجسدها من خلالها لأقول أن سورية فيها الكثير من الأشياء الجميلة»، مشدداً على علاقة الظل والنور فيما يقدم عبر لوحاته «أهم ما في عملي العتمة والضوء»، موضحاً أن المرأة غالباً ما تكون محوراً للوحاته.
وعن الدهشة التي يصنعها العمل الفني لدى المشاهد، يقول : اللوحة التي لا تدفعك إلى الدهشة والتأمل لا داعي لها، فدائماً كنت أقول لطلابي «لا يكفي أن تكون اللوحة جميلة، وينبغي أن يكون فيها دائماً فكرة وخبرة وجمال، وعمل وجهد إنساني»