ماذا عن أدواتهم.. بعد الحبر والورق؟!!

الثورة – هفاف ميهوب:
للمبدعين فلسفة خاصة في رؤيتهم لكلّ مايحيط بهم، فكيف وإن كانت رؤيتهم هذه، تتعلّق بأهمِ أدواتهم.. الورقة والحبر والقلم.. الورقة والحبر اللذان كانا لدى الأديب والشاعر اللبناني “جبران خليل جبران” أشبه بحياةٍ رأى فيها:
“بعضنا كالحبرِ وبعضنا كالورق، فلولا اسوداد بعضنا لكان الحبر أصمٌّ، ولولا بياض بعضنا، لكان السّواد أعمى”..
إنهما سبيله لإطلاق إبداعاته، بل حكمته ورسالته، بأن على الإنسان ألا ينظر إلى الأوراق التي تغيّر لونها، وبهتت حروفها، وكان مبرّره في ذلك:
“إن نظرت إلى الأوراق التي تغيّر لونها، سترى وكأن السطور ليست أجمل ما كتبتْ، وأن الأوراق ليست آخر ما سطرّه قلمك”..
هكذا كانت رؤية “جبران” لأدواته الإبداعية، ولاسيما للأوراق التي لم يعتبرها مجرّد وسيلة للكتابة، وإنما أيضاً: “مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً، ونبض إنسانٍ حملها حلماً، واكتوى بنار ألمها”..
للكاتب والأديب المصري “عباس محمود العقاد” رؤية أخرى في هذه الأدوات، وهي رؤية اتّضحت في “ولادة قلم” و”حياة قلم” و”قلم يشقّ طريقه” و”أزمة قلم”، وهي أعمال أكّد فيها:
“لا أعرف لي أملاً في الحياة، غير صناعة القلم.. إنها الصناعة التي اخترتها مهنتي، بل هي أمل حياتي الكبير”..
نعم، لقد كان القلم هو  أمل الحياة لدى “العقاد”، بل كان السلاح الذي استلّه مبكراً، وظلّ يحارب به حتى آخر أيام حياته:
“حاربت الطغيان، وحاربت الفوضى.. حاربت رؤوس الأموال، ومذاهب الهدم والبغضاء.. حاربت التقليد الأعمى والدجل باسم الدين.. حاربت الجمود والرجعية والمستعمرين…”..
كثرٌ من المبدعين عشقوا أدواتهم هذه وأخلصوا لها.. للورقة والحبر والقلم.. نسأل اليوم، وفي هذا الزمن الذي هيمنت فيه التكنولوجيا بشكلٍ كبير،. الزمن الذي لازال فيه: “بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق”:
“يا ترى، هل أفقدت التكنولوجيا المبدعين أدواتهم الأصيلة والأصلية، وما الذي كان سيفعله “جبران” و”العقاد” وغيرهم كُثر ممن أغرقوا أوراقهم بنزيف مفرداتهم.. ماذا كانوا سيفعلون، وكيف سيكون موقفهم، من العولمة وما فرضته من أدواتٍ، سلبت المبدع أدواته.. سلبته قلمه وأوراقه ومداده، ووهبته بدلاً عنهم، صفحات وأدوات إلكترونية ؟!…

آخر الأخبار
دعماً للفلاحين.. انطلاق جاروشة البرغل في الشيخ بدر افتتاح المعرض التسويقي للمنتجات الغذائية واليدوية في حجيرة تحسن جزئي بسعر صرف الليرة مقابل الدولار وزير المالية يعلن بدء صرف زيادة الرواتب نهاية تموز الجاري الشيباني يبحث مع سفير سلطنة عمان تعزيز العلاقات  فرق دعم جديدة.. وجهود مضنية للسيطرة على حرائق اللاذقية وزير النفط من حمص: بناء مصفاة جديدة ولجنة لإعادة الموظفين إلى عملهم غداً تسليم البطاقات الامتحانية لطلاب الثانوية العامة بالحسكة أوتستراد جسر الشغور- اللاذقية يحتاج إلى صيانة وتعبيد.. والمواصلات الطرقية توضح لـ"الثورة" الدفاع المدني الأردني: توجهنا إلى اللاذقية من واجب أخوي استنفار الدفاع المدني باللاذقية على مدار الساعة أسعار الخضار في مواجهة ارتفاع التكاليف وقلة الإنتاج حب أعمى وتقنيات رقمية.. خدعة قنبلة تُشعل درساً أمنياً إلغاء العمل بالبطاقة الذكية بطرطوس اليوم الحد من السلاح العشوائي لتعزيز الاستقرار في حلب وإدلب أزمة مياه مدينة الباب.. تحديات وتعاون مجتمعي د. رمضان لـ"الثورة": غياب العناية بالأسنان ينتهي بفقدانها تأمين الكهرباء إسعافياً للمناطق المتضررة في اللاذقية من الحرائق قريباً.. تأمين الكهرباء لريف حلب ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار تأهيل مدرسة عندان.. خطوة لإعادة الحياة التعليمية