تنظر واشنطن بعيون الهلع لمشهد الانزياحات عن قطبيتها الأحادية وتحكمها بمصائر الدول وسلام شعوبها، ويغيظها تشكل تحالفات دولية تغرد خارج سرب تسلطها، فالتحرر من قبضة سطوتها لا تستسيغه إداراتها، وانفراط عقد الإرهاب وتشظي حلقاته ينسف مشاريع هيمنتها، وإخماد الحرائق بمطافئ الحلول و التقاء الدول على جسور حفظ أمن واستقرار منصته وقاعدته الأساس احترام الحقوق السيادية و صون الثوابت الوطنية ، كل ذلك يصيبها بمقتل الفشل الذريع.
فتفتش أميركا في جعبة إرهابها عن مكائد تفخخ بها امكانية التفاهمات السورية التركية وتجفيف خزان الإرهاب بالشمال السوري، وتوعز لـ”قسد” و”نصرة” إرهابها بتكثيف أعمالهما العدوانية التخريبية للتشويش على مشهد اللقاء السوري التركي وتطلب “الفزعة” من اتباعها الغربيين بريطانيا وألمانيا وفرنسا لإعلان مواقف تفرضها بقوة مصادرة قراراتهم وارتهانهم لمنع “التطبيع “مع دمشق ومصادرة حقوق الدولة السورية باستعادة أراضيها المحتلة وبسط سيادتها عليها ومضيها قدماً في إنجاز التعافي واستكمال عقد التحرير.
متوقعة حدة تصريحات ومواقف أعداء الشعب السوري وفي مقدمتهم أميركا، فبساط إرهابها الذي تعول عليه لإطالة أمد احتلالها ونهبها ثروات السوريين، بات ينسحب بقوة من تحت أقدامها.
فالمرحلة الحالية وإن هيئ للكثيرين أنها متشابكة سياسياً ومعقدة ميدانياً ليست ضبابية، وإن اكتنفتها العراقيل، والمتاهات المرسومة في طرقات التحرير والتعافي مخارجها تحفرها بإتقان العقول والسواعد السورية، ومن يجيد الرؤية في عتمة المؤامرات والقفز فوق غبار المعارك لغرس راية الوطن، وحده يعرف كيف يهزم أعداءه وينسف مخططاتهم.
بعيداً عن الدسائس الأميركية الكيدية، هذه المرحلة بكل تفاصيلها وحيثياتها استكمال لمعاركنا مع الإرهاب و صون ثوابتنا الوطنية ووحدة الأراضي السورية، وترابطها كثابت لم ولن يتغير في الاستراتيجية السورية، فالخطوط الأساسية في السياسة والميدان التي تسير وفقها الدولة السورية واضحة لا لبس فيها، منطلقها ومؤداها الثوابت والمصلحة الوطنية العليا، وتبقى نتائج اللقاء السوري التركي وإيجابيته منوطة بمصداقية وجدية الطرف التركي بوقف التعديات وبتر ذراع الإرهاب والإقرار بضرورة التنسيق مع دمشق من بوابة ثوابتها وسيادتها على خريطتها الوطنية لضمان وتوطيد الأمن المستدام.