إذا كنا بشراً فضوليين بشكل طبيعي، ونحشر أنوفنا فيما نفهم ولا نفهم، فما بالك بعالم الرياضة؟ حيث يعتقد من لا يعرف طول الملعب من عرضه أنه زين الدين زيدان، وعدا عن الفضوليين هناك فلاسفة وسائل التواصل، بعضهم لا يشاهد المباراة من أصلها ثم يبدأ بانتقاد المدرب في كل شيء، حتى في إخراج لاعب أناني لا يمرر الكرة ويتجاوز الوسط منفرداً للهجوم ويفشل!!.
كل ما علينا أن نتصوره هنا أن هؤلاء الفلاسفة لم يكونوا معزومين على طاولة غداء المدرب مع لاعبيه، لا نعني بذلك طبعاً المفهوم المادي لطاولة الغداء بل المفهوم الرياضي، فالمدرب يعيش حياة ثانية مع لاعبيه، يشاركهم كل شيء ويتفهم أدق مشاكلهم الاجتماعية، ما يخفى على الجمهور بين المدرب واللاعب هو أعظم بكثير مما يتصورون، ومن الطبيعي أن هذه الأمور غير قابلة للطرح الإعلامي، إنها تشبه حياة عائلة واحدة، والمدرب غير ملزم أن يكشف عن كل الحالات المرضية والنفسية والأخلاقية التي تصيب لاعبيه، فهو رب أسرة، ولك أنت كمشجع متحمس أن تقيم النتيجة لا أن تخوض بتفاصيل لست تدري بها وتضع نفسك مكان المدرب!!.
كلنا يعرف أن العاطفة تتحكم بعشاق كرة القدم لكن هناك بوناً شاسعاً بين العاطفة والعاصفة، العاطفة أداتها واو العطف التي تجمعنا معا أما العاصفة فلا أداة لها سوى التفريق.
لك كل الحق كمشجع أن تناقش المدرب عبر وسائل التواصل، لك الحق أن تناقش اللاعبين أيضاً، لكن ما ليس لك فيه حق هو أن تمارس العاصفة بدل العاطفة، وذلك يعني أنك تعصفنا من وراء البحار بتحليلاتك وتكتيكاتك وخططك… يا رجل!! هل كنت معزوماً على طاولة الفريق؟ وهل تغديت مع المدرب؟!!.