عندما نجمع مواهب الأطفال وبراءتهم وابتسامتهم على المسرح، فذلك يعني أننا نبني جيلاً مؤهلاً سيضع أقدامه على أولى عتبات ما يصبو إلى بلوغه يوماً، فمهرجان الطفل الذي أقامته مديرية المسارح والموسيقا في مختلف المحافظات السورية والذي يتضمن عروضاً مسرحية وفنية بمشاركة فرق مسرحية تابعة للمسرح القومي ومسرح الطفل ومسرح العرائس يهدف إلى دعم الأطفال وتقديم المعلومة والفائدة لهم من خلال أسلوب المسابقات، إضافة إلى المتعة والفائدة وترسيخ أسس المسرح فهو يقدم 32 عملاً بين مسرح الكبار والصغار والدمى والعرائس والعروض الراقصة.
لاشك أن هذا المهرجان وغيره من المهرجانات التي تدعم الطفل مهمة ولاسيما أنها تؤسس لهم الطريق لاكتساب المهارات اللازمة لمواهبهم وتساعدهم في بناء القدرات وتعزيز فكرهم ونموهم وثقتهم بنفسهم، كل حسب المهارة التي يمتلكها ويتقنها.
داخل أروقة المسرح ثمة إشارات عديدة تجدد الأمل بأن ثقافة المسرح ما تزال بخير، وأن هناك من يقدمون ما يبدعونه في سبيل الرقي الإنساني والجمالي وربط المسرح بالطفل معنويا وفكريا وجسدياً، فتلك اللحظات التي نشاهدها هنا وهناك مفعمة بالبراءة والجمال والعفوية.
من هنا لابد من ضرورة التمعن باستراتيجيات دعم الطفل وجعلها أولوية مهمة بالنسبة لنا جميعاً، فهؤلاء يملكون مواهب تركت بصمتها، وإمكانيات تحتاج إلى من يستثمرها بشكل دائم، وأن نحرص على أن يكون أطفالنا مستقبل وطننا مسلحين بجميع العلوم والمعارف والمهارات.
رسالة سورية من دمشق إلى كافة المحافظات رسالة البناء الفكري والعقلي والجسدي لتؤكد أن العمل والفعل والعطاء السوري لم ولن يتوقف يوماً، فتشكيل مسيرة المستقبل تبدأ من أطفالنا، فهم بالنسبة لنا كماقال شاعرنا الكبير بدوي الجبل:
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخـف .. على الشيب أن أنـأى وأن أتغربـا