خطوة واحدة دائمة هي مقدار السبق الذي يحققه السوق أو الشائعة أو الأخبار التي تحمل شيئاً من الصحة بين جنباتها تجاه المؤسسات والوزارات والإدارات المعنية التي تترك المجال للأخبار “الفيسبوكية”، من دون أن توضح الأمور لحظة بلحظة.
فالأخبار غير الرسمية تكاد تكون سيدة الموقف، والشائعات تفعل فعلها لدرجة يغيب معها صوت التوضيح أو التبرير، بعيداً عن الوضوح والصراحة في تقديم المعلومة لنا كإعلاميين.
منذ فترة تم رفع سعر البنزين (والذي يحلو لكل المعنيين تسميته تعديل السعر وليس رفعه)، واليوم تحرير الأسعار كنموذجين عن هذه المسألة، حيث تسرّب الخبر وبات الكل يعرفه، إلا أن الجهة صاحبة العلاقة لم توضح التفاصيل فتركت المساحة الذهنية للمواطن، وقد شغلتها الأخبار المسرّبة وبات الأخير جاهزاً لقبول أي شائعة.
ما المشكلة في التعامل بوضوح أكبر؟ بصراحة، وبطريقة أو بأخرى، المسألة تستوجب الحل لأن الرصيد الذي تعتمد عليه المؤسسات المكلفة ملفات تمس حياة المواطن، ونعني به الصراحة، يحتاج إلى تفعيل أكثر، فالمواطن لم يعد في تفكيره إلا مساحة هامشية لمقارنة ما تقدمه الشائعات والأخبار المسرّبة من وجبة جاهزة وشبه مشوهة وبين الخبر الحقيقي الصادق والصادر عن أصحاب العلاقة، والذي يأتي بالقطارة.