عودة الدوري الكروي بعد التوقف الطويل، لم تكن إلا استمراراً لحالته التي كان عليها،ما يؤكد أن المسابقة،لا تعاني من ظروف طارئة ولا حالات خاصة، وإنما من ضعف بنيوي وتآكل في الشكل وتهالك في المضمون.
عادت حالات الشغب، وارتفعت وتيرة التشنج لدى جماهير الأندية، وتعالت أصوات المعترضين على الحالات التحكيمية، باستثناء تلك المباريات التي شهدت قيادة تحكيمية من خارج الحدود، وكان مسلسل إقالة المدربين استعاد حضوره على المسرح وبزخم عالٍ، وحرارة تصل حد الغليان، على الرغم من أن المسابقة، مجردة من كل أشكال الإثارة والمنافسة على لقب يبدو خلبياً،أكثر منه،لقباً تنافسياً ذا مدلولات فنية وعائدات مالية ومعنوية عالية!!
المدربون، كانوا ومازالوا أضعف حلقات السلسلة الكروية، وسيبقون الأضعف لافتقاد العقلية الاحترافية عن جدول أعمال إدارات الأندية، وعن اتحاد كرة القدم أيضاً، ولجنة المدربين المنبثقة عنه، ومن السهولة بمكان تقديم هؤلاء ضحايا على مذبح الأهواء والمبادرات الفردية التي تتحكم بكل مفاصل مجالس إدارات الأندية، وذراً للرماد في عيون المشجعين والجماهير.
قد لا يتمتع مدربو أنديتنا باستقلالية القرارات الفنية والإدارية كما يقول بعضهم، وثمة الكثير من مظاهر التدخل بعملهم، لكن في الوقت ذاته فإن الكثير من مدربينا تنازلوا عن بعض صلاحياتهم وارتضوا أن يكون دورهم هكذا، وتنقصهم الخبرة في إبرام العقود مع إدارات الأندية، فضاعت حقوقهم المادية، وقدموا أنفسهم كبش محرقة بشكل مجاني.