هل يعلم “عضاوات كار” قطاع المال والأعمال والتجارة والصناعة أنهم سيصابون بالفشل وبخيبة الأمل إذا فكروا مجرد التفكير تسجيل رقم جديد، أو كسر رقم موجود في مجموعة “غينيس” للأرقام القياسية العالمية، لسبب واحد لا ثاني له، ألا وهو الفكرة الجديدة التي تشترط “غينيس” لإدراجها رسمياً أن تكون شخصية وتثير اهتمام أكبر عدد ممكن من الناس” أثقل أو طول أو أقصر أقوى رجل في العالم، وأضخم نمر في العالم..”، دون أن تحاول كسر القانون، فسرقة أكبر عدد من النقود الفضية مثلاً لن تعد رقماً قياسياً بل جريمة يعاقب عليها القانون، وكذلك استغلال الآخرين بسوء نعم الاستغلال ومن خلفه الابتزاز والسرقة، فهذا “ووفقاً لإجراءات وتعليمات المجموعة” لن يتم الاعتراف به أو تسجيله.
هل يعلم “العضاوات” أن شماعة التضخم التي يحاولون تعليق كل أسباب الزيادات المطردة بأسعار الكساء والغذاء ومؤخراً الدواء لم تعد تنطلي على أصحاب الدخل المحدود الذين لم تنطل عليهم كل التصريحات والتأكيدات والبيانات الصحفية السابقة وحتى اللاحقة التي حملت وستحمل عنوان “لا نية مطلقاً ونهائياً لرفع أسعار هذا المنتج أو ذلك”.
هل يعلم “العضاوات” أن المواطن، يعرف حق المعرفة أن الأسعار باتت فيروساً وعدوى ومصيبة ولعنة حلت على راتبه المحدود جداً، وأن هناك فاعلاً معلوماً لا مجهولاً يتلاعب عمداً بمؤشر أسعار المواد الأساسية والسلع الضرورية، وصولاً إلى المواد الأولية التي لا يمكن لأحد غيرهم معرفة ما إذا كانت جودتها عالية أو “ستوك” .. نخب أول أو عاشر .. فعالة أم تفصلها عن انتهاء الصلاحية أسابيع أو أشهر قليلة .. ليتم تسعيرها وفقاً لأسعار البورصة العالمية، وللمواصفات القياسية الدولية..
ما يصدر عن كاري التجارة والصناعة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن منتجهم يقارع مثيله الأجنبي ويغلبه بالجودة والفعالية والمتانة ويهزمه بالسعر وبهامش الربح .. وهذا الأمر هو أكثر ما يقض مضجع المستهلك ويقلق راحته ويهدد صحته باعتباره شاهد العيان الأول والأخير عن حقيقة الكثير الكثير من المنتجات الفاسدة والمنتهية الصلاحية وغير الفعالة وغير الصالحة للاستهلاك البشري التي تم ضبطها وكشف النقاب عنها.. وعن قيمة الفاتورة التي يتكبدها “عن التاجر والصناعي والبائع ولهم” .. وحجم المعاناة التي يتعرض لها لدرجة أنه لم يعد يملك حزاماً ليربطه، أو رصيداً يغطي العجز المالي الذي أصابه، أو القوة لتحمل الضغط الذي يلاحقه صعوداً تماماً كما الأسعار فقط باستثناء الرواتب والأجور التي تراوح مكانها.. والحجج والأعذار الواهية التي تدفعه كل مرة للإغماء.