مما لاشك فيه أن سورية ولادة ولديها الكثير من المبدعين سواء في العلوم والمعرفة أو الثقافة والفنون، فسورية الحضارة والثقافة آلاف من سنين العطاء، والمسيرة لا تزال مستمرة في ساحات العالم أجمع حيث نرى بصمات الطبيب والمهندس والفنان والرسام السوري في كل مكان، نبضاً وفعلاً مع ألق الإنسانية ودورها.
في الأمس القريب كرّمت هيئة التميز والإبداع الفائزين في منافسات الأولمبياد العلمي السوري لعام 2023 الذين سينضمون إلى الفرق الوطنية للأولمبياد في اختصاصات الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والمعلوماتية، وتم خلال الحفل منح الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية للفائزين.
هذا الحدث بأهميته له مؤشرات عديدة أهمها أن إبداع الشباب السوري وطموحه اللامحدود في تقديم كل مايملك من طاقات في عالم يتجدد يوماً بعد يوم لم ولن يتوقف، وأن هؤلاء يرتقون بالإنسان وجعله محطاً للأنظار وبداية الفعل وغايته ومنتهاه.
هذه التجربة يجب أن تعمم على كل مؤسساتنا الثقافية، فلدينا طاقات هائلة ومواهب متعددة يجب استثمارها لأن بناء الإنسان الواعي المدرك لأهدافه وغايته، هو اللبنة الأساس في كل ما تأسس وسيؤسس.
ما نراه هو نموذج يحتذى به على صعيد توظيف تلك الإمكانيات في تحقيق التطور والنهضة والحداثة، ونموذج في الانفتاح والتعددية بين الثقافات المتنوعة التي يتقاطر أبناؤها إلى العالم كله بفضل نجاحها وتفردها في ذلك.
هؤلاء الشباب ينهضون بالثقافة الإنسانية، والأمم تتطور وتتقدم بالمعرفة التي من شأنها أن تحارب الجهل والظلام، فسورية رغم التحديات والمؤامرات والحصار أثبتت أنها موطن الإنسان والحضارة والتراث والإبداع وأن أبناءها زرعوا دروب التواصل الإنساني من مغرب الدنيا إلى مشرقها علماً ومعرفة ليؤكدوا أن الجذور الراسخة لا تموت بل تورق بالإنسان وترتقي به إلى حيث يريد.