هل يجيد الغرب المتأمرك لغة أخرى غير لغة الابتزاز الرخيص، والمساومة الدنيئة، والإرهاب المسيس، والعقوبات الممنهجة؟!.. هو سؤال لا يحتاج منا إلى أي تفكير، أو جلسات تأمل، وسجالات تأويل ونقاش.
فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن متاجرة بملف سياسي حيال هذا البلد، أو ذاك، فقط لأنه يناهض الأجندات الأميركية الفوضوية، المرسومة للمنطقة. وكذلك لا يمر أسبوع، أو شهر، دون أن نسمع عن حزمة عقوبات تطول هذه الدولة، أو تلك الحكومة، وللسبب ذاته كونها تحلق خارج السرب الأميركي، وترفض الانصياع، والامتثال للسيناريوهات الأميركية الاستعمارية، المرسومة للمنطقة، والعالم.
الواضح لنا جميعاً أن العقوبات الأميركية، والغربية الظالمة، تحولت إلى ورقة ابتزاز جديدة، لا تختلف عن أوراق الإرهاب المأجور، أو اجتماعات مجلس الأمن، وما يتم خلالها من نقاشات وطروحات، هدفها تسييس الحقائق، وقلب الحق منها إلى باطل، والباطل إلى حق.
وبناء عليه فإن العقوبات على طهران وعلى موسكو لم تفاجئنا على الإطلاق، بل هي تأتي في سياقها الطبيعي، إذا ما نظرنا بعين الخبير والمتابع للاستراتيجيات الأميركية على خشبة المسرح الدولي، فهذه العقوبات لم تسلم منها أي دولة، وحتى السوريون لا يزالون حتى اللحظة يتكبدون الويلات جراء هذه العقوبات الجائرة، غير الأخلاقية، وغير القانونية، وغير الإنسانية.
ولكن يخفى على أميركا، ومن يدور في فلكها من أنظمة أوروبية منقادة، أن هذه العقوبات لن تقدم ولن تؤخر شيئاً، ولن تلوي ذراع الدول السيادية على الإطلاق، وأن الشعوب الحرة وحدها من ستصحح المسار، وستعيد رسم الخارطة العالمية ليكون عنوان المرحلة العدالة الإنسانية والمساواة والاحترام للجميع، بحيث لن يعود هناك أي مكان لهيمنة أحادية، طالما أن بمقدورها أي هذه الدول أن تتكاتف وتتعاون فيما بينها، ليكون الخاسر الأوحد هو الأميركي، الذي سيأتي فيه اليوم الذي يجد فيه نفسه منبوذاً وعلى هامش التاريخ والوجود الميداني.