“إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم”.. لعل هذا المثل هو خير ما ينطبق على الترهات التي أدلى بها جونسون مؤخراً، والتي زعم فيها أنه في وقت من الأوقات، تلقى تهديداً من الرئيس بوتين، مدعياً أنه قال له حينها: بوريس، لا أريد أن أؤذيك، لكن بصاروخ، سيستغرق الأمر دقيقة واحدة، أو شيئاً من هذا القبيل، حسب روايته الهوليودية.
نستطيع الجزم هنا أن كل ما قاله جونسون هو محض كذب وافتراء، وإلا فلماذا صمت طوال الفترة الماضية، وما الذي استجد عليه حقاً حتى نطق أخيراً بهذا الكلام؟! وما الذي دفعه إلى ذلك فعلياً؟!، هل هو ينفذ الإيعازات الأميركية بحذافيرها، أم إنه يريد أن يسوق لنفسه على أنه لا يزال قيد الوجود السياسي، وبأنه بما يمتلكه من معلومات مضللة، قد تجعله تحت الأضواء التي انطفأت كلياً من حوله من جديد؟!.
المؤكد لنا جميعاً، أن جونسون لا يعدو عن كونه هو الآخر، كأمثاله من الساسة الأوروبيين، أداة بيد نظام الإفك الأميركي، يتحرك كيفما شاء البيت الأبيض، ويقول ما ينسجم مع الأجندات البنتاغونية العدوانية التوسعية، وحسب التوقيت الأميركي، باليوم، والساعة، والدقيقة، بل واللحظة أيضاً.
جونسون هو الآخر، بات اليوم ورقة ابتزاز، تتوهم واشنطن أنه من خلالها، قد تتمكن من لي ذراع موسكو، عبر تشويه صورة الرئيس بوتين، وإلصاق تهم باطلة به، مع أننا إذا ما نظرنا ملياً إلى كل ما يدور على المشهد العالمي، من حراك عام، والمشهد الأوروبي خاصة، لوجدنا أن الأصابع الأميركية العابثة وحدها المسؤولة عن كل هذا الخراب، والقتل، والدمار.
رواية جونسون لن تنطلي على أحد، فهي معروفة الغايات والمرامي، ولعل الأهم من ذلك أنه ما من أحد لا يعرف جيداً من هو جونسون وما خلفيته وما أجنداته، بل وما الفضائح الخمس التي تخللت فترة رئاسته للوزراء بدءاً من فضيحة دومينيك كامينغز، وصولاً إلى تعيينه لنائب منسق الجناح البرلماني المحافظ رغم أنه كان على دراية مسبقة بملفات فساده الأخلاقي.
مسيرة الانتصارات الروسية ماضية دون توقف، وكل ترهات جونسون، وافتراءاته، لن تقدم ولن تؤخر، فشمس الحقيقة أقوى من أن تحجب بغربال.