الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
كلما ذكرت إشبيلية الأندلسية يطرق للذاكرة مدينة حمص لأنَّ أهلها شاركوا في فتح الأندلس ومناخها وأرضها تشبه واسطة العقد فأطلقوا عليها اسم “حمص” بكلماته القليلة استهل الباحث الدكتور عبد الرحمن البيطار محاضرة عنوانها “الأندلس في الذاكرة العربية المعاصرة” احتضنها مقر اتحاد الكتاب العرب فرع حمص.
ولفت الدكتور البيطار بأنَّ الشاعر أبو البقاء الرندي رثى الأندلس في قصيدة له يذكر حمص فيها أي إشبيلية من ضمن المدن الأندلسية ويقول:
وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ
ونهرها العذب فياض وملآنُ
موضحاً أنَّ القاضي معاوية بن صالح عندما التحق مع عبد الرحمن الداخل أثناء حكم الأمرين الأندلس كلفه صقر قريش بالعودة إلى الشام كي يجلب فاكهة منها ولم يجد إلا الرمان لأنَّه يبقى لمدة طويلة دون أن يفسد وتمت زراعته في مدينة غرناطة ليكون معنى اسمها الرمان.
كما استعرض خلال محاضرته أخبار النشاط التاريخي في المكتشفات الأثرية في إسبانية وتبين اكتشاف مكتبة أندلسية فخمة تحت الأرض أخفاها أصحابها كي تنجو من التدمير على يد محاكم التفتيش وتضم المكتبة ضمن الدلائل والبراهين القاطعة أنَّ المسلمين اكتشفوا قارة أمريكا قبل أكثر من ٤٠٠ سنة من اكتشاف القرصان كولومبوس. مشيراً إلى أن مكتبة دير الأسكوريال قرب مدريد تحتوي على مخطوطات عربية ويقصدها الباحثون العرب والأجانب في الدراسات التاريخية المختلفة وأهمها ما يصدر عن معهد التراث العملي لما يحققه من مخطوطات علمية لعلماء الأندلس ومنها الطبيب الجراح أبو القاسم الزهراوي ثم أردف الباحث البيطار متحدثاً عن فنون العمران الأندلسي بأنَّها مازالت ماثلة في مسجد قرطبة وحدائق غرناطة والقصور الإسبانية وحتى أسماء المدن والكلمات الداخلة في اللغة الإسبانية.
خاتماً محاضرته عن الدراسات الفكرية وما تتناوله من أحوال الأمة المعاصرة فذكرت تاريخ الأندلس في كثير من الكتب والدراسات والتراجم العربية ومنها كتاب “فضل الأندلس على ثقافة الغرب” للمستشرقين الإسلام ومنهم خوان فيريت أسسها باسم دار إشبيلية للدراسات والتراث والنشر والتوزيع بدمشق عام ١٩٩٧من سلسلة الكتاب الأندلسية.