من أجمل ما قيل: “أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض”، فإن هبت الريح على بعضهم لامتنعت العيون عن النوم، وهو كلام يصيب كبد الحقيقة.
وأطفالنا هم عنوان فرحنا وسعادتنا، ومن هذا الباب علينا تنشئتهم تنشئة وتربية سليمة وبثقافة متميزة تنتج للمستقبل جيلاً يعتز به الجميع ، وينطبق عليه عندما يكبر المرء بأصغريه قلبه ولسانه.
وهذا الطفل لا يمكن أن يكون كما نريد ويريد المجتمع إلا إذا وضعنا جل اهتمامنا عليه وأول هذه الركائز هي أن ننتبه لكل ما يقوله وأن نكون آذاناً صاغية، فهو كالصفحة البيضاء الناصعة، نسجل عليها ما نريد.
وهنا ينطبق على هذه الحالة القول المأثور: “العلم في الصغر كالنقش على الحجر” ولهذا علينا أن نستمع لطفلنا ونتحاور معه بجدية ونناقشه في كل شاردة وواردة يسأل عليها، لأن طبيعة هذا الطفل تقول بأنه يرغب بمعرفة كل شيء، ويجب عند سؤاله أن نرد على استفساراته.
وإذا كنا لا نعرف عن أمر ما سأل عنه، نقول له الحقيقة بأننا سنسأل ونجيب فيما بعد، وهنا نكون قد بدأنا نبني شخصيته، وأيضاً وخلال إصغائنا إليه نعلمه عدم الكذب لأن الكذب آفة الآفات، ومن المفيد وخلال استماعنا له أن نوجه له بعض الأسئلة لنعرف مدى تفاعله ومدى ذكائه وإدراكه ونعرف مدى ما يكتنز من معلومات ونقدم له أمثلة عن أطفال أبدعوا ونالوا الاستحسان من أهلهم ومن رفاقهم في المدرسة.
وكم نحزن عندما نستمع من بعض الأمهات أو الآباء عندما يتكلم الطفل بأمر ما يسكتونه ويقولون له “أسكت”، في هذه الحالة يتألم الطفل وتهتز شخصيته ويصبح في عداد الخمولين والكسالى فكم من أطفال ضاعوا بسبب عدم الإصغاء إليهم وتركهم بلا زوادة من الفهم والعلم والمعلومة والمناقشة التي تنميه فكرياً وثقافياً، وكلنا يعلم بأنه ما بني على قاعدة وركيزة صحيحة كانت نتائجه سليمة مئة بالمئة وهكذا نبني المجتمع السليم والأسرة السليمة.
فالطفل أمانة في أعناقنا ومسؤولية نشأته من واجبنا جميعاً فالزوجان شريكان في تهيئة الطفل، ثم المدرسة، والطفل يحتاج إلى تشجيع إن كان بالهدية أو بالكلام اللطيف والجميل وبعيداً عن التجريح والتوبيخ حتى وإن أخطأ نوجهه نحو الصح، بالحكمة وهذا قمة الإنجاز نحو إعداد جيل واعد لمستقبل مشرق ومضيء وإهماله في الحوار والإصغاء هو في مقدمة السلبيات في تربيته.
جمال شيخ بكري