ثورة أون لاين: يوم الاثنين القادم ليس كغيره وسيسجل في تاريخ سورية كحدث مفصلي للانتقال من مرحلة تشريعية امتدت إلى أكثر من أربعة عقود تحققت فيها الكثير من الإنجازات أفرزت العديد من السلبيات إلى أخرى أكثر تطوراً وتمثيلاً
وديمقراطية تعبّر عن تطلعات الشعب السوري وطبيعته المواكبة للتجدد والنظر إلى المستقبل بآفاق تعكس القيم الحضارية التي يكتنزها تاريخ سورية الطويل.
وفي يوم الاثنين القادم من المفترض والطبيعي أيضاً أن يكون إدراك السوريين وحسّهم بالمسؤولية في أعلى الدرجات لاختيار الممثلين عنهم إلى مجلس الشعب بحرية وديمقراطية ومسؤولية، التي تبلغ ذروة أهميتها في عملية الانتخاب أكثر من مسؤولية العضو على مدى أربع سنوات بكونها هي التي تحدد من سيجلس تحت قبة البرلمان.
إن ما يتم تداوله حول المرشحين في هذه الأيام التي تسبق الانتخابات والاختلافات المتناقضة في الرأي تجاه الكثير منهم إضافة إلى توجيه أصابع الاتهام للبعض عن دوره السلبي في المرحلة الماضية يعكس حالة صحية وجديدة وتُبشّر بالخير لجهة العودة النشطة للتشارك بالآراء والحوار بين السوريين وأيضاً لجهة تراجع التصرفات السلبية مقابل تقدم نظيرتها الايجابية في المجتمع وهذا بحدّ ذاته إنجاز مهم وايجابي لمرحلة الأزمة التي تغصّ بالأمور السلبية.
ومن الطبيعي أن تكون هناك آراء حادة ومواقف متطرفة إزاء بعض المرشحين الذين تقدموا إلى التصدي لهذه المهمة ولكن بنفس الوقت من المهم أيضاً احترام القانون وحق أي شخص تنطبق عليه الشروط في أن يترشح إلى مجلس الشعب ولكن من غير المبرر لأي مواطن له مواقف سلبية تجاه عملية الترشيح واختيار المرشحين من قبل الأحزاب الامتناع عن المشاركة في عملية التصويت والتعبير عن رأيه فذلك حقّ له وحقّ للمجتمع عليه.
وفي هذه المرحلة التي تمر بها سورية يكون لِزاماً على كل مواطن المساهمة في تأدية دوره للخروج من الأزمة والمشاركة الفعّالة في الانتخابات التشريعية هي جزء مهم من هذه المهمة وأي تقاعس عن القيام بهذا الواجب هو عمل سلبي ومضر بالوطن الذي يحتاج اليوم إلى جميع أبنائه.
فالذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم الاثنين القادم بمثابة مؤشر كبير يُضاف إلى غيره من الأدلة المتراكمة لقرب خروج سورية من الأمة والانتصار على الحرب العالمية عليها.
وكذلك الذهاب إلى صناديق الاقتراع هو تعبير وطني ومسؤول عن الإحساس بأهمية الدور والواجب ونقيضه عمل سلبي مضر وله نتائج سلبية على مستقبل الوطن وحراك المجتمع السوري ولذلك المطلوب من جميع السوريين أن يستنهضوا كل طاقاتهم الايجابية يوم الاثنين القادم متجاوزين كعادتهم سلبيات الماضي والنظر إلى المستقبل بعين التفاؤل وخاصة أن هناك عملية تَحوّل ديمقراطية واستراتيجية تحتاج إلى الجهد الكبير للوصول بها إلى برّ الأمان.
إن من طبيعة الإنسان العادي والمحب لوطنه النظر إلى المستقبل والتمسك بالأمل وليس الركون والخضوع للتحديات اليومية أو النأي بالنفس عن المشاركة تحت ضغط الأمراض الاجتماعية والاستسلام إلى الواقع وانطلاقاً من ذلك وبالنظر إلى أهمية المرحلة الراهنة تكون عواقب التصرفات السلبية خطيرة جداً ومن هنا تنبع أهمية أن يعي كل سوري له الحق بالمشاركة بالانتخابات التشريعية المقررة يوم الاثنين القادم بضرورة أن يختار المساهمة في بناء مستقبل وطنه وأبنائه وتنحية كل القرارات الأخرى وعلى رأسها «النأي بالنفس» لأنه خيار عديم القيمة.
المصدر: ثورة أون لاين -أحمد ضوا