غادة اليوسف بين الشعر والقصة

الثورة -رشا سلوم:

الكاتبة السورية غادة متمرسة بقراءة المجتمع السوري من خلال عملها الذي أتاح لها أن تطلع على الكثير من القضايا، وقد عالجتها في كتب كثيرة وهي بالإضافة إلى ذلك تكتب الشعر، فقد صدر لها عن الهيئة العامة السورية للكتاب منذ أيام وضمن سلسلة “الكتاب الإلكتروني” المجموعة الشعرية (لي ضلالي)، تأليف: غادة اليوسف.
ومما جاء في المجموعة:
مولاي
هذي الروح يبّسها الجفاف
إني عطشتُ لماء نهرٍ
ما تَصدأ بالركود
وما أضاع هوية الأنهار
ما خان الضفاف
إني تعبت من البشر
يسقون حلم خلاصهم بالوهم من نهر الدماء
نضبتْ مآقيهم
ولا شرفاتِ ودّ في العيون
هم أغبياء…
وطيبون
شطأتْ زهور السمّ فوق جراهم
يتقاتلون عليكَ
حتى يقتلوكَ
ويُقتلون
ولها كما أسلفنا دراسات ومجموعات قصصية منها
في العالم السفلي الكتاب الثاني للسيدة غادة اليوسف وهو مجموعة قصصية تتأرجح فيها بين الكاهنة والأديبة، ويقول موقع عيون سورية عنها: يطالعك الغلاف حتى يحضر التاريخ المقدس بأعمدته: عشتار.. تموز.. أريشكيجال ربة العالم الأسفل..
وما إن يذكر البئر والظلام والذئب، حتى يحضر يوسف إلى الذاكرة أيضا، لذلك خلعت نعلي لأني أمام مقام مقدس يستحق التبجيل لما له من سطوة في الذاكرة وحضور قد يلتفّ حول المبدع فينتج فنا من وحي الزمن المقدس أو أن يتشرنق المبدع بخيوطه كما حدث مع السيدة غادة، فكان في كل خلجات أبطالها ورموزها بدءا من العنوان مرورا بإهداء القصة الأولي، عبورا لكل الأحداث والأشخاص والمواقف وانتهاء بالخاتمة الجليلة.
ما إن تقرأ فصلا حتى تسحبك الأسطورة إليها. لذلك أرى أن غادة لم تكتب مجموعة قصصية وإنما أنتجت ما يشبه الرواية تتناوب فيها الشخصية الرئيسية الذكورة والأنوثة، فمرة نرى البطل ذكرا وتارة أنثى،لكن المناخ واحد والمؤثر واحد والوعاء الروائي واحد أيضا. لكن العتب لأنها لم تترك أي تاريخ في نهايات الفصول أو ما أسمتها بالقصص، إذا” لكنا وفرنا الكثير من الجهد في وصل الرواية وإعادة تنسيق فصولها وخلاياها بأنزيمات ربط لا تنفصل عراها..! قد يسأل سائل: هل يستحق هذا الكتاب الصغير كل هذه المقدمة وهذا الاهتمام؟!! فيأتيه الجواب على الفور: نعم لو قرأت الكتاب (الرواية) بإمعان. وعرفت القليل عن الروائية… بعضاً من ذاكرتها العملانية والمعرفية!!
يتألف الكتاب من اثنتي عشرة قصة قصيرة كما يخيل للقاريء من القراءة الأولى أما في القراءة الثانية ما أن تبدأ بترتيب البيت الروائي حتى تخرج بسبع من (اثنتي عشرة) وهي: بوابات درك العالم الأسفل عند مرور عشتار في الدهليز من سطح الأرض نحو ظلمة أختها ملكة الظلام والموت والتبدل والتحول. باحثة عن تموز الحبيب المشتهى فتضحي عشتار بتاج المُلك وأجمل الثياب والحلي (كما فعلت بطلة فوق جثة الأقنعة..!) متجردة من كل شيء حتى صولجانها. ويالها من تضحية نبيلة لإعادة الحبيب.

فلنتناول القصة الأولى *بارقة*والتي أهدتها غادة إلى كل يوسف يلقيه أخوته في الجب. إذا المسرح أسطوري بدءاً بتغييب يوسف الذي يعني أحد أشكال تموز..! ليس ذلك وحسب بل استعمال الكاتبة لجمل ومفردات تعزز البعد الميثولوجي، للقصص.. الرواية، فتبدأ قصتها ب: “قام من بين الأموات ” إنه البعث إذاً..! “شمس لتموز ” لم تُنضج التين ولا عناقيد الكروم ولا حب الحصيد.” تموز.! إشارة واضحة جداً للرحلة نحو أعماق الظلمة للتجدد والتحول وليس للموت. ذلك واضح تماماً، أننا أمام رموز مقدسة!! أما في القسم الثاني من الفصل الأول من رواية تبعثرت فصولها فتصف لنا العالم المحيط بيوسف الخارج من البئر.. السجن، والتبدلات التي طرأت على العالم إذ ركزت الأديبة على عالمٍ قذرٍ تتربع على ناصية كل شارع فيه حاوية مليئة بالقذارة يغوص فيها طفلان يتقاتلان على رغيف من خبز يابس وقطعة مهشمة من بلاستيك بما تحمل من معنى عزلي ولم يأت مفهوم (الزمن العازل) عند غادة عبثا إنه نتاج الزمن البلاستيكي العازل لترابط الخلايا الاجتماعية والحية في الطبيعة: يرى يوسف العائد أن كل شيء قد تغير نحو الأسوأ.. فقد أدرك بعد خروجه من الجب، السجن، أن يجمع في الجب يوسف وأخوته والذئب ومسرور السياف.. إذاً الإنسان في أزمة..! فالسياف يطلب المساعدة من يوسف السجين كي يخرجا معا..! إنها نبوءة مبطنة: (أن شيئا ما سيحدث..!)
بطاقة
صدرت لها عدة مؤلفات في القصة والشعر والنقد والبحث الاجتماعي والقانون.. منها :
– في فن المقالة
1- (رفرفات) مقالات في الأدب والسياسة والمجتمع .

– في القصة
-1- “في العالم السفلي” مجموعة قصصية
2- “على نار هادئة” مجموعة قصصية
3-“أنين القاع”مجموعة قصصية.

– في النقد
1- “ما رآه القلب” قراءة في نصوص معاصرة.

– في الشعر الموزون /عمودي وتفعيلة
1-“نبض التراب”
2- وحدكِ الآن”
3- “نثريات روح”
4- “هي في المشهد الأخير” نصوص من الشعر المنثور.

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد